حث الإسلام على الصدقة والتهادي جميعا، إلا أن الصدقة أفضل لأنها تكون لغير القادرين على التكسب والنفقة، ففيها سد لحاجات المعوزين، وإشباع لتطلع المحتاجين.
فالصدقة أفضل من الهدية من حيث الأصل، إلا أن الهدية قد يصاحبها ما يجعلها أفضل من الصدقة كأن تكون سببا لصلة الرحم المقطعة، أو هدية لصديق يجمع بها الشمل ويزال بها الوحشة.

يقول الشيخ محمد صالح المنجد:- الفرق بين الصدقة والهدية :
أن الصدقة تُعطى للفقراء والمحتاجين لسد حاجتهم ، ويقصد بها صاحبها وجه الله تعالى ، من غير أن يقصد أن تكون في شخص معين ، بل يعطيها لأي فقير أو مسكين .
وأما الهدية فلا يشترط أن تعطى للفقير ، بل تُعطى للفقير والغني ، والقصد منها التودد إلى المهدي إليه وإكرامه .
وكلاهما (الهدية والصدقة) عمل صالح يثاب عليه ، لكن أيهما أفضل ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في “مجموع الفتاوى”:
الصدقة ” ما يعطى لوجه الله عبادة محضة من غير قصد في شخص معين ولا طلب غرض من جهته ؛ لكن يوضع في مواضع الصدقة كأهل الحاجات . وأما ” الهدية ” فيقصد بها إكرام شخص معين ؛ إما لمحبة وإما لصداقة ؛ وإما لطلب حاجة .

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها فلا يكون لأحد عليه منة ولا يأكل أوساخ الناس التي يتطهرون بها من ذنوبهم وهي الصدقات ولم يكن يأكل الصدقة لذلك وغيره . وإذا تبين ذلك فالصدقة أفضل ؛ إلا أن يكون في الهدية معنى تكون به أفضل من الصدقة : مثل الإهداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته محبة له . ومثل الإهداء لقريب يصل به رحمه وأخ له في الله : فهذا قد يكون أفضل من الصدقة . انتهى.

وعلى هذا ، فإعطاء الهدية لأحد الأقارب قد يكون أفضل من الصدقة ، لما فيه من صلة الرحم . وكذلك إذا أعطى صديقاً ، لما فيها من توثيق عُرى المحبة ، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: (تَهَادَوْا تَحَابُّوا) . رواه البخاري في “الأدب المفرد” وقال ابن حجر : إسناده حسن . وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد .
ومعنى الحديث : أن الهدية سبب لجلب المحبة وزيادتها .