ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نعى إلى أصحابه خبر وفاة النجاشي ملك الحبشة حينما مات في بلده، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه بالمدينة، فالنعي أو إعلام الناس بوفاة زيد من الناس أو عمرو لا بأس به شرعاً؛ سواء كان هذا في صحيفة أو في غيرها، إذا لم يكن في هذا النعي مبالغة كما يحدث عادة في مثل ذلك.

وأما استقبال المعزين في السرادق ونحوه فإن هذا من البدع المستحدثة المذمومة؛ وذلك لأن المقصود من التعزية هي مواساة أهل الميت والقيام على أمرهم وتدبير أحوالهم، وما يتم في سرادق العزاء هذا لا يعد من قبيل القيام على أمر أهل الميت أو الاهتمام بأمورهم العامة والخاصة؛ ولهذا فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما مات جعفر قال : “اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد جاءهم ما يشغلهم.

ومن يقوم بالتعزية في السرادق لا يصنع مثل هذا الطعام ولا يهتم بأمر أهل المتوفى ولا يسأل عن شيء من ذلك؛ إلا مجرد الجلوس الصامت لسماع بعض آي القرآن ثم الانصراف بعد ذلك، فضلا عن هذا فإن في إعداد مثل هذه السرادقات إتلاف للمال وهو منهي عنه؛ وقد يكون أهل المتوفى في أمس الحاجة إلى مثل هذه النفقات، وقد يدعو التظاهر أمام الناس إلى المغالاة في إعداد هذه السرادقات وتحميل أعباء مالية كبيرة على أهل المتوفى، وليس هذا من قبيل المواساة أو الاهتمام بأمرهم أو التخفيف عنهم.