ثبت في القرآن الكريم أن الله سبحانه و تعالى سوف يحشر البهائم يوم القيامة ، أما السنة النبوية فأشارت إلى أن الله سبحانه و تعالى سوف يقتص من الحيوانات ، ليس لأنها مكلفة بل لإعلام الخلائق أن الحقوق لن تضيع يوم القيامة.

يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد :
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي له شواهد وطرق كثيرة – قوله : ( يقضي الله بين خلقه الجن والإنس والبهائم ، وإنه ليقيد يومئذ الجمَّاء من القرناء ، حتى إذا لم يبق تبعة عند واحدة لأخرى قال الله : كونوا تراباً ، فعند ذلك يقول الكافر : ” يا ليتني كنت تراباً . صححه الألباني في السلسلة الصحيحة .

ومن الطرق التي ذكرها للحديث :
– ( يقتص الخلق بعضهم من بعض ، حتى الجماء من القرناء ، وحتى الذّرة من الذرة ).
– عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً ، وشاتان تقترنان ، فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها ، قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل له : ما يضحكك يا رسول الله ! قال : ” عجبت لها ، والذي نفسي بيده ، ليقادنّ لها يوم القيامة.
– يا أبا ذر ! هل تدري فيم تنتطحان ؟ قال : لا ، قال : لكن الله يدري ، وسيقضي بينهما )

قال النووي في شرح صحيح مسلم :
هذا تصريح بحشر البهائم يوم القيامة ، وإعادتها يوم القيامة كما يعاد أهل التكليف من الآدميين ، وكما يعاد الأطفال والمجانين ، ومن لم تبلغه الدعوة ، وعلى هذا تظاهرت دلائل القرآن والسنة ، قال الله تعالى : ( وإذا الوحوش حشرت ) ، وإذا ورد لفظ الشرع ، ولم يمنع من إجرائه على ظاهره عقل ولا شرع ، وجب حمله على ظاهره .

قال العلماء : وليس من شرط الحشر والإعادة في القيامة المجازاة والعقاب والثواب ، وأما القصاص من القرناء للجلحاء فليس هو من قصاص التكليف ، إذ لا تكليف عليها ، بل هو قصاص مقابلة ، و( الجلحاء ) بالمد هي الجماء التي لا قرن لها .

ونقل عنه العلامة الشيخ علي القاري في المرقاة ( 4/761 ) أنه قال :
( فإن قيل : الشاة غير مكلفة ، فكيف يقتص منها ؟ قلنا : إن الله تعالى فعال لما يريد ، ولا يسأل عما يفعل ، والغرض منه إعلام العباد أن الحقوق لا تضيع ، بل يقتص حق المظلوم من الظالم .
قال القاري : وهو وجه حسن وتوجيه مستحسن … ، وجملة الأمر :أن القضية دالة بطريق المبالغة على كمال العدالة بين كافة المكلفين ، فإنه إذا كان هذا حال الحيوانات الخارجة عن التكليف ، فكيف بذوي العقول من الوضيع والشريف ، والقوي والضعيف ؟.