وسوسة الشيطان للإنسان من الأمور التي يبتلى بها ، وأشدها وسوسته فيما يتعلق بالله تعالى ، والعلاج الشرعي في هذا هو الالتجاء إلى الله تعالى والاحتماء به بكثرة الاستعاذة من الشيطان الرجيم ،وإقرار القلب واللسان بالإيمان بالله ، وعدم الاستطراد في هذه الوسوسة ، وكثرة الطاعة وخاصة قراءة القرآن ، مع التفكر في خلق الله تعالى بما فيه من آيات بينات دالة عليه سبحانه وتعالى .
ماذا قال الرسول ﷺ عن الوسواس:
يقول الشيخ محمد صالح المنجد: وردت عن النبي ﷺ جملة أحاديث فيها حل هذه المشكلة وعلاجها:
-يقول الرسول ﷺ : ( إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول فمن خلق الله فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل آمنت بالله ورسله فإن ذلك يذهب عنه ) صحيح الجامع 1657 .
-وقال رسول الله ﷺ : ( إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول : من خلق السماء ؟ فيقول : الله ، فيقول : من خلق الأرض ؟ فيقول : الله ، فيقول : من خلق الله ؟ فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل : آمنت بالله ورسوله ) صحيح الجامع 1656 .
-وقال ﷺ : ( من وجد من هذا الوسواس ، فليقل : آمنت بالله ورسوله ثلاثاً فإن ذلك يذهب عنه ) صحيح الجامع 6587 . -وقال عليه الصلاة والسلام : ( يأتي الشيطان أحدكم ، فيقول : من خلق كذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته ) صحيح الجامع 7993 .
-وقال ﷺ : ( يوشك الناس يتساءلون ، حتى يقول قائلهم : هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ فإذا قالوا ذلك ؛ فقالوا : الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ثم ليتفل عن يساره ثلاثاً ، وليستعذ من الشيطان ) صحيح الجامع 8182 .
-وقال ﷺ : ( تفكروا في آلاء الله ، ولا تفكروا في الله ) صحيح الجامع 2975 .
وقال ﷺ : ( تفكروا في خلق الله ، ولا تفكروا في الله ) صحيح الجامع 2976 .
كيف تعالج نفسك بنفسك من الوسواس القهري:
من الأحاديث النبوية نستطيع أن نستخلص ست وسائل للتغلب على هذه الوساوس والأفكار :
1- أن يقول المرء إذا انتابته هذه الخواطر : آمنت بالله ورسوله .
2- أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، فيقول مثلاً : ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، من همزه ونفخه ونفثه ) .
3- أن يتفل عن يساره ثلاثاً .
4- أن ينتهي عما هو فيه ، كما قال ﷺ : ” ولينته ” ، وهذه وسيلة مهمة ؛ فإن الاستطراد مع الشيطان في هذه الوساوس يزيد نارها اشتعالاً وضراماً ، والواجب أن يقطع المسلم هذه الخواطر بقدر المستطاع ، وأن يشغل ذهنه بالمفيد النافع .
5- أن يقرأ سورة الإخلاص ( قل هو الله أحد ) فإن فيها ذكر صفات الرحمن ، ولذلك كانت تعدل ثلث القرآن ، وقراءة هذه السورة العظيمة وتدبرها كفيل بقطع هذه الوساوس .
6- أن يتفكر الإنسان في خلق الله ، وفي نعم الله ، ولا يتفكر في ذات الله ، لأنه لن يصل بعقله القاصر إلى تصور ذات الله ، قال تعالى : ( ولا يحيطون به علماً ).انتهى والله أعلم