العتاقة تعبير مُتعارف عليه يقوم على قراءة سورة الإخلاص (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدُ) عددًا من المرات، رجاء أن يُعتقَ اللهُ بها من النار مَن قُرئت له من الأموات. وهي بهذه الصورة لم يرد بها حديث صحيح خاص، وإن كان مجرد القراءة للقرآن وهبة ثوابها للميت يُرجَى انتفاعه بها، وأما أن تُعتق رقبته من النار وتكفِّر كل السيئات فلا يدل عليه دليل، وإن كان الله سبحانه قد قال (إنَّ اللهَ لا يغفرُ أنْ يُشرَكَ بِهِ ويَغفرُ ما دونَ ذلكَ لمنْ يشاءُ) (سورة النساء: 48)، وهذه المغفرة إما تَفَضُّل ومنحة من الله دون مقابل، وإما بمقابل من عمل صالح، فالأمر لله وحده.

وقد يُراد بالعتاقة ما يعرف بإسقاط الصلاة عن الميت، لكن قال العلماء إن الميت إذا كان عليه صوم أو زكاة أو حج أو دَين للعباد وجب أداء ذلك عنه من تركته، سواء أَذن في ذلك أم لم يأذن، على ما هو المختار من أقوالهم، أما الصلاة فلم يَقُل أحد بقضائها عنه. أو إسقاطها بأي وجه من الوجوه الثابتة الصحيحة.

هذا، وقد روى البزَّار بسند ضعيف أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “مَن قرأَ (قُل هوَ اللهُ أحدٌ) مائة ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله، ونادى مناد من قبل الله تعالى في سماواته وأرضه: ألا إن فلانا عَتيق الله”، قال الصاوي في حاشيته على الجلالين: هي عتاقة من النار بشرط ألا يكون عليه حقوق العباد أصلاً، أو عليه وهو عاجز عن أدائها، أما من قَدَر عليها فهو كالمُسْتهزئ بربِّه.

ونقل الشيخ الحِفْني عن الشيخ العياشي أنَّ مَن قرأها مائة ألف مرة كُفِّرت صغائره وكبائره ” ـ مصباح الظلام ج 2 ص 161″، وهو كلام لا يصمد أمام القول بأن الكبائر لا تكفِّرها إلا التوبة النصوح ومنها دفع حقوق العباد.

وبناءً على هذا الحديث الذي يُعمَل به في فضائل الأعمال نصَّ جماعة من متأخري المالكية على استحباب عتاقة الصمدية. ذَكَر ذلك المُحدِّث عبد الله الصديق الغماري في كتابه “فضائل القرآن.

وإذا كان هذا للشخص نفسه يقرؤها، فهل تكون للميت الذي تُقرأُ له؟ ذلك راجع إلى انتفاع الميت بقراءة القرآن عليه، بأجر أو بغير أجر، وأَثر ذلك في الكبائر والتبعات.