ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز الصلاة داخل الكعبة وإذا صلى الإنسان داخل الكعبة فإنه يصلي في أي مكان منها إذا استقبل جدارًا منها، أو إلى الباب إذ يصدق عليه أنه مستقبل الكعبة.

يقول الشيخ عطية صقر ـ رحمه الله تعالى -:

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة وصلى فيها ، وكذلك أجلاء الصحابة، وروى البخاري ومسلم عدة أحاديث في ذلك ، وقال النووي في “الإيضاح” : ويستحب دخول البيت حافيا وأن يصلى فيه ، والأفضل أن يقصد مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا دخل البيت مشى حتى يكون بينه وبين الجدار الذي قبل وجهه قريبا من ثلاثة أذرع فيصلى ، ثبت ذلك في صحيح البخاري ، وهذا بحيث لا يؤذى أحدا ولا يتأذى هو، فإن آذى أو تأذى لم يدخل .

وأما ثواب دخولها ففيه روايات مرفوعة وموقوفة ، منها حديث “من دخل البيت فصلى فيه دخل في حسنة وخرج من سيئة مغفورا له” وقد اتفق الأئمة الأربعة على استحباب دخول البيت واستحسن مالك كثرة دخوله .

يعرف من هذا أنه لا حرج ولا تشاؤم من دخول الكعبة، وقد كان الناس يتزاحمون على الدخول قبل أن يرتفع الباب عن مستوى الأرض ، ثم قل ذلك ونُظِّم ، منعا للإيذاء واحتياطا لعدم وقوع ما يخل بحرمة الكعبة “تاريخ الكعبة المعظمة” ص 346- 361 .

هذا ومن لم يستطع أن يدخل الكعبة للصلاة فيها صلى في حجر إسماعيل ، فقد روى أحمد بسند جيد أن عائشة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله ، كل أهلك دخل البيت غيري ، فقال “أرسلي إلى شيبة وهو ابن عثمان بن طلحة سادن الكعبة ومعه مفتاحها- فيفتح لك الباب” فأرسلت إليه فقال شيبة : ما استطعنا فتحه في جاهلية ولا إسلام بليل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “صلي في الحجر فإن قومك استقصروا عن بناء البيت حين بنوه ” أي: تركوا منه جزءا وهو الحجر، فالصلاة فيه صلاة في البيت .