يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة:

روى الإمام مسلم بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( يجمع الله تبارك وتعالى الناس، فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة، فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا: استفتح لنا الجنة فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله فيقول إبراهيم، لست بصاحب ذلك، إنما كنت خليلاً من وراء وراء، اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليمًا، فيأتون موسى فيقول: لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه فيقول عيسى لست بصاحب ذلك فيأتون محمدًا، فيقوم فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم فيقومان جنبتي الصراط يمينًا وشمالاً، فيمر أولكم كالبرق ثم كالطير وأشد الرجال أي في مشيتهم، تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفًا وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج، ومكدوش في النار”.

فذاك الحديث وغيره من الأحاديث الصحيحة يدل على أن المرور على الصراط يكون بعد جمع الخلائق وعرضهم وحسابهم.

والصراط لغة: الطريق الواضح.

وشرعًا: جسر ممدود على متن جهنم يرده الأولون والآخرون وفيهم النبيون والصديقون والداخلون الجنة بغير حساب وكلهم سكوت رهبة وخوفاً إلا الأنبياء فيقولون اللهم سلم سلم.

وحكمة المرور على الصراط ظهور النجاة من النار، وأن يتحسر الكفار منتهى التحسر وغايته بنجاة المؤمنين، بعد اشتراكهم في المرور، وطلب منا الشارع الإيمان بالصراط، للاستعداد بالأعمال الصالحة التي تجعلنا نمر عليه كالريح العاصف وإلا فكالطير الطائر وإلا فكالجواد السابق وإلا فسعيًا وإلا فمشيًا وإلا فحبوًا، فمن كان من الناس مسرعًا في الإعراض عما حرمه الله كان أسرع مرورًا في ذلك اليوم العصيب.
جعلنا الله ووالدينا من المارين على الصراط مسرعين ناجين.
آمين آمين آمين.
والله تعالى أعلم.