أمر الله المؤمنين إذا ذهبوا للصلاة أن يستُروا عوراتِهم بالملابس، خلافًا لما كان عليه العرب من خلع ملابسهم، والطواف حول البيت.
وقيل إن المراد بالزِّينة هو ما زادَ على ستر العورة من التطيُّب وحُسْنِ الهِندام واختيار المَلابس النظيفة ذات اللون الأبيض، الذي حث عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعض الأحاديث، أو أي لون آخر، كما يتزيّن بتقليم الأظفار وتَهذيب الشَّعر وتنظيمه حسب العُرف الذي لا يخالِف الشَّرع.
وفي هذا التشريع جمع بين مطالب الرّوح والجسد في اعتدال وتوسُّط، وقد أنكر الله على من يحرِّمون التزيُّن والتمتُّع بالمُباحات في الحدود المَعقولة، من أكلٍ وشُرب ولُبْس وغيرها. والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ نفسه كان ـ على رقّة حاله ـ نموذجًا صالحًا في التزيُّن بما يتاح ويباح.
جاء في صلاة الجمعة “مَن اغتَسل يوم الجمعة ومَسَّ من طِيب إن كان عنده ولَبِسَ من أحسن ثيابه ثم خرج حتى يأتي المسجد فيركَع ما بدا له، ولم يؤذِ أحدًا، ثم أنصتَ حتى يصلِّي كان كفّارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى” رواه أحمد ورواته ثقات، وكتب التفسير فيها مزيد لمن أراد.