قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته”، ولا يشترط في ذلك رؤية الهلال لبداية الشهر بأن تكون الرؤية بالعين المجردة، فمن الممكن أن تستعمل الوسائل العلمية الحديثة التي تعين على رؤية الهلال، فلا يشترط العين المجردة في رؤية الهلال.

أما الحساب الفلكي، فإذا كان متوافقًا مع الرؤية؛ فلا بأس بذلك، أما إذا كان مخالفا للرؤية بأي وسيلة كانت هذه الرؤية، وخاصة بالوسائل الحديثة، فيلتزم لرؤية الهلال في بداية الشهر أو عدم رؤيته، فيتم العدد ثلاثين، ثم يبدأ الشهر التالي إذا لم تثبت الرؤية في ليلة الثلاثين، أي بعد تسعة وعشرين يومًا.
هكذا ينبغي أن نطبق الحديث الشريف. أما كون كل بلد تعتد بالرؤية أو عدم الرؤية، فتصوم أو لا تصوم، بناء على أنه رؤي الهلال عندها أو لم ير، فهذا فيه خلاف بين العلماء، وهذا يفسر أن بعض البلاد الإسلامية تبدأ الشهر على خلاف بعض البلاد الأخرى التي تتقدم أو تتأخر عن بعض هذه البلاد.
وهناك رأي آخر وهو أنه إذا رؤي الهلال في بلد، وعلمت به البلد الأخرى أنه يلزمها أن تصوم، وخاصة إذا رؤي في سماء مكة المكرمة، وهذا الرأي هو الذي أرجحه، حتى يتوحد المسلمون في صلاتهم وفي فطرهم، خاصة بعد إمكان اتصال البلاد الإسلامية بعضها ببعض على النحو السريع جدًا الذي نعرفه، والذي لم يكن موجودًا قبل ذلك.