قال تعالى: (وقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (سورة غافر :60).
أمرنا الله في آيات كثيرة بالدعاء ووعد بالاستجابة، كما جاءت بذلك أحاديثُ كثيرة، والدُّعاء عِبادة أو مُخّ العِبادة كما صرَّح به في بعض الأحاديث ، ولكلِّ عِبادة أركانٌ وشُروط وآداب حتّى تَصِحّ وتُقْبَل.
وقال العلماء: إنّ من شُروط قَبول الدّعاء: حضور الذِّهن والقلب عند الدُّعاء، فلا يَكتفي الإنسان بمجرّد تحريك اللّسان بالدُّعاء، وذهنُه منصرِف عن الله ولا يكفي حضور الذّهن مع خمود العاطِفة، بل لابد من الرغبة في الإجابة والرّهبة من عدمها واستحضار عظمة الله سبحانه.
ويؤكّد هذا ما جاء في نهاية الآيات التي ذَكرت دعاء أيُّوب وذي النون وزكريا حيث قال ربُّ العزّة: (إنَّهُمْ كَانُوا يُسارِعُونَ فِي الخَيْراتِ ويَدْعونَنا رَغَبًا ورَهَبًا وكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (سورة الأنبياء : 90).
فالدّاعي لابدّ أن يكون مُطيعًا لله غير مُقَصِّر، ومُقبِلاً على الطاعة بحبٍّ ومسارَعة وراغبًا في الاستجابة، راهبًا من الطّرد والحرمان ، خاشعًا حاضرَ الذِّهن والقلب.
وصحَّ في الحديث أن أكل الحرام يمنع استجابةَ الدعاء حيث ذكر الرسول ـ ـ الرجل يُطيل السَّفَر أشعثَ أغبَرَ يمُدُّ يديه إلى السماء: يا ربِّ يا ربِّ، ومَطعَمه حَرام ومَلبَسه حرام ومشرَبه حرام فأنّى يستجاب له. كما جاء في الحديث: نصح الرسول لسعدٍ أن يُطيب مطعَمَه؛ ليُستجابَ دعاؤه.
هذه الأمور التي لابد منها لاستجابة الدُّعاء، ومن المندوبات الطّهارة واستقبال القِبلة والدُّعاء بمأثور ، وتحرّي الأوقات والأماكن المُبارَكة كالنصف الثاني من الليل، وما بين الأذان والإقامة، وعند رؤية الكعبة وساعة الإجابة يوم الجمعة.. وافتتاح الدُّعاء بالبسملة وحمد الله والصلاة والسلام على الرسول وخِتامه بالصلاة عليه أيضاً، فالله أكرَمُ من أن يَقبلَ الصَّلاتين ويترك ما بينهما، وهناك كتب وُضِعَتْ في الدعاء يُمكن الرجوع إليها.