كل الشرائع السماوية أمرت المرأة بالحجاب ونهتها عن التبذل والسفور، ودعتها للحجاب وصون نفسها، وذلك لأن الفضيلة من الأخلاق الحميدة والتهتك والعري من الأخلاق المذمومة، وستر العورة وحجبها عن الظهور مما تعبَّد به الله جميع الناس من لدن آدم وقد أمر الله أبا البشر آدم بسترها وكان كشف العورة دليلا على طاعة الشيطان فقال تعالى:
“فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ”.

قال الإمام القرطبي في تفسير الآية:
في الآية دليل على قبح كشف العورة, وأن الله أوجب عليهما الستر; ولذلك ابتدرا إلى سترها, ولا يمتنع أن يؤمرا بذلك في الجنة; كما قيل لهما “ولا تقربا هذه الشجرة ”

وقد كان الحجاب أيضا عند اليهود وقد تأكد هذا في أكثر من نص من نصوص التوراة، وكتب اليهود أن الحجاب عندهم مشروع ولازم، فقد ورد في التوراة المتداولة في أيديهم وبمواضع عديدة، منها: ما في سفر التكوين، إصحاح 24 آية 64 ـ 65: ورفعت برقعة عينيها فرأت الحق فنزلت عن الجمل، وقالت: للعبد من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا؟ فقال العبد: هو سيدي، فأخذت البرقع وتغطت .
وفي الإصحاح 47/3 في مقام تهديد المرأة بارتكابها المعاصي: اكشفي نقابك، شمري الذيل، اكشفي الساق، اعبري الأنهار، تنكشف عورتك وتري معاريك .
وواضح المراد من النص هو التهديد بالفضيحة والعار، إن كشفت المرأة عن عوراتها.

والحجاب أيضا في المسيحية وقد تأكد وجوبه من عدة أدلة وشواهد ونصوص تحث على الحجاب وعدم التبرج ووجوب التزام الحشمة والتفرغ لإدارة البيت والأسرة، من ذلك رسالة «بولس» يقول فيها عن النساء، وأمّا كلّ امرأة تصلّي أو تتنبّأ ورأسها غير مغطّى فتشين رأسها لأنّها والمحلوقة شيء واحد بعينه. إذ المرأة إن كانت لا تتغطّى: فليُقص شعرُها.
وفي (1كورنث 11: 30) احكموا في أنفسكم: هل يليق بالمرأة أن تصلّي إلى الله وهي غير مغطّاة؟ !
(1تيمو 2: 9) النّساء يزيِن ذواتهن بلباس الحشمة لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثّمن .

جاء في رسالة بطرس الأولى ( 3 : 1)
( كَذَلِكَ، أَيَّتُهَا النساء، اخْضَعْنَ لأَزْوَاجِكُنَّ. حَتَّى وَإِنْ كَانَ الزَّوْجُ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بِالْكَلِمَةِ، تَجْذِبُهُ زَوْجَتُهُ إِلَى الإِيمَانِ، بِتَصَرُّفِهَا اللاَّئِقِ دُونَ كَلاَمٍ، 2وَذَلِكَ حِينَ يُلاَحِظُ سُلُوكَهَا الطَّاهِرَ وَوَقَارَهَا 3 وَعَلَى الْمَرْأَةِ أَلاَّ تَعْتَمِدَ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ لإِظْهَارِ جَمَالِهَا، بِضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلُبْسِ الثِّيَابِ الْفَاخِرَةِ. وَإِنَّمَا لِتَعْتَمِدِ الزِّينَةَ الدَّاخِلِيَّةَ، لِيَكُونَ قَلْبُهَا مُتَزَيِّناً بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ وَالْهُدُوءِ. هَذِهِ هِيَ الزِّينَةُ الَّتِي لاَ تَفْنَى، وَهِيَ غَالِيَةُ الثَّمَنِ فِي نَظَرِ اللهِ! 5وَبِهَا كَانَتْ تَتَزَيَّنُ النِّسَاءُ التَّقِيَّاتُ قَدِيماً، فَكَانَتِ الْوَاحِدَةُ مِنْهُنَّ تَتَّكِلُ عَلَى اللهِ وَتَخْضَعُ لِزَوْجِهَا. )
ولهذا نرى الراهبات المسيحيات محجبات، وهذا راجع إلى أن الفضيلة ملمح من ملامح الأديان السماوية الصحيحة قبل تحريف بعضها.