الاحتفال بالمولد النبوي له شقان:

الأول: كون الاحتفال بمولد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن موجودا على عهد الصحابة والتابعين وبالتالي فهو بدعة.

الثاني: اعتقاد المحتفلين به أنه من السنن الواردة.

والحقيقة أن كلا الفريقين جانبه الصواب، فليس عدم الاحتفال بالمولد النبوي من السلف يعني أنه بدعة، ولا يعني الاحتفال به أنه أمر من الشرع، ولكنه من المباحات، بشرط عدم اعتقاد سنيته، وألا يكون فيه من الخروج عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم مما يفعل في كثير من الاحتفالات، وفي الاحتفال بذكرى المولد تذكير بسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

ويختلط عند بعض الناس مفهوم البدعة اللغوي بمفهومها الشرعي، فيتحدثون عن كل جديد بأنه بدعة مذمومة، وهذا فهم مغلوط، فالبدعة لا بد أن تصادم نصا أو مقصدا شرعيا حتى تكون بدعة مذمومة، وعلينا أن نفرق بين العبادات والأصل فيها المنع والحظر، والمعاملات والعادات والأطعمة والأشربة والأصل في هذا كله الجواز.