ويجيب فضيلة الشيخ الشعراوي عن الحياة البرزخية قائلاً:
ما هو البرزخ في الجغرافيا؟ هو ما يصل بين يابسين يختلف عما يصل بين ماءين، وكل ما يصل بين شيئين فهو برزخ، فمعنى برزخ هو : فاصل موصل بين شيئين أصليين.
ونحن لنا حياة نعيشها، وحياة أخرى وعدنا بها، وهناك فاصل بين الحياتين، وهي فترة الموت، وهي فترة البرزخ.
وتختلف حياة البرزخ من فرد إلى آخر، كل حسب عمله، ولكن انعدام الشعور بالزمن هو الذي يجعل فترة ا لبرزخ متساوية، ولننظر إلى من ينام ثم يستيقظ، فهو لا يشعر بزمن نومه، فربط الزمن بالحدث هو الذي يشعرنا بالزمن، بدليل أنه لو جاء حدث يشغلك عن تتبع الزمن فانك تجد الزمن قد مر سريعًا، دون أن تشعر به، وإن جاء حدث يقتل فانه يعطيك شعورًا بطول الزمن.
فإذا انتبهت إلى الحدث والزمن شعرت به، وان لم تنتبه إليه لم تشعر به.
ولذلك يعبر الحق عن ذلك قائلاً: “كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها” [سورة النازعات الآية:46].
وقال: “فاسأل العادين” [سورة المؤمنون الآية: 113].
وهذا يدل على أنه لا يشعر بالزمن إلا من تتبعه.