ماهو الحسد أو العين:

العين هي النظرة ينظرها الإنسان لغيره إما حقدًا أو حسدًا لزوال النعمة عنه وهذا الحسد المذموم وهو لا يكون إلا من نفس خبيثة وإما إعجابًا ودهشة وهذا يحدث من أي شخص حتى لو كان من الصالحين.

الوقاية من العين والحسد:

يستطيع كل مسلم ومسلمة التحصين ضد العين وغيرها من الأمراض قبل وقوعها، وذلك بالأذكار الشرعية من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الثابتة عن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام.

والعلاج من العين والحسد يكون عبر مرحلتين. مرحلة وقائية ومرحلة علاجية وهما:
يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله (ويجب على المسلم أن يحصن نفسه من الشياطين ومن مردة الجن ومن شياطين الأنس بقوة الإيمان بالله، والاعتماد عليه، والتوكل عليه، ولجوءه وضراعته إليه، وكثرة قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وفاتحة الكتاب وآية الكرسي). والإكثار من التعوذات النبوية التي جاءت عن رسول الله صلى الله عيه وسلم، ومنها ما رواه البخاري والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين “أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين “لامة” ويقول “إن أباكما إبراهيم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق”.

– وروى الترمذي في حديث حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصحابة هذه الكلمات: “أعوذ بكلمات الله التامة من غضب وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون” وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يعلمهن من عقل من بنيه. وغيرها من الأذكار كقوله صلى الله عليه وسلم “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”. وقال ابن القيم الجوزية و(من التعوذات النبوية رقية جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ورواها مسلم في صحيحه “بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد. الله يشفيك، بسم الله أرقيك).

علاج العين أو الحسد بعد وقوعه:

أما العلاج من العين بعد وقوعها فأنه يتمثل فيما يلي:- أولاً: الالتزام بالأذكار النبوية الصباحية والمسائية، وهو كل ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم من قيامه إلى منامه، وكل ذلك متوفر بين يدي المسلمين في كتيب صغير يوضع في المحفظة أو الجيب، وعنوانه (حصن المسلم) للشيخ سعيد بن وهف القحطاني جزاه الله خيرًا.

ثانيا: إذا لم يعلم العائن فإنه يجب على المعيون أن يلتزم الأذكار التي سبق ذكرها مع قراءة الفاتحة والمعوذتين، والإخلاص، وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.
ويقول العلامة ابن القيم رحمه الله:-
لا ريب أن الله سبحانه خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة، وجعل في كثير منها خواص وكيفيات مؤثرة، ولا يمكن لعاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام فإنه أمر مشاهد محسوس، وأنت ترى الوجه كيف يحمر حمرة شديدة إذا نظر إليه من يحتشمه ويستحي منه، ويصفر صفرة شديدة عند نظر من يخافه إليه، وقد شاهد الناس من يسقم من النظر وتضعف قواه، وهذا كله بواسطة تأثير الأرواح، ولشدة ارتباطها بالعين ينسب الفعل إليها، وليست هي الفاعلة، وإنما التأثير للروح، والأرواح مختلفة في طبائعها وقواها وكيفياتها وخواصها، فروح الحاسد مؤذية للمحسود أذى بينا، ولهذا أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ به من شره، وتأثير الحاسد في أذى المحسود أمر لا ينكره إلا من هو خارج عن حقيقة الإنسانية، وهو أصل الإصابة بالعين، فان النفس الخبيثة الحاسدة تتكيف بكيفية خبيثة، وتقابل المحسود فتؤثر فيه بتلك الخاصية، وأشبه الأشياء بهذا الأفعى، فان السم كامن فيها بالقوة فإذا قابلت عدوها، انبعث منها قوة غضبية، وتكيفت بكيفية خبيثة مؤذية، وتقوى حتى تؤثر في إسقاط الجنين ومنها ما تؤثر في طمس البصر، كما قال صلى الله عليه وسلم في الأبتر وذي الطفيتين من الحيات: “انهما يلتمسان البصر، ويسقطان الحبل” رواه البخاري.