مثل هذه الحالات التي ابتلي بها المسلمون في هذا العصر وهي الجلوس على موائد الخمر، وخاصة في بلاد الغرب تجعلنا مضطرين أن نتناول الموضوع من جميع جوانبه، فنقول:

1 – الأصل في هذه الأمور قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لعن في الخمر عاصرها، ومعتصرها، وناقلها، والمنقولة إليه، وشاربها… إلخ. فكل ما يتعلق بالخمر حرام، ومنه الجلوس على موائد الخمر، وبيعها، وشراؤها، ونقلها، وغير ذلك مما يتعلق بها.

2 – إلا أنه يترخص بمثل هذه الأعمال التي تقع في بلاد غير إسلامية، ولا يمكن أن يترخص بها في بلاد إسلامية، فالبعد عن مجالس الخمر لا يكون ميسورًا في كثير من الأحوال، فالمقاهي، والمطاعم، والفنادق، والحفلات العامة، كلها يعتبر وجود الخمر فيها أمرًا ضروريًّا، وإذا كان المسلم مضطرًّا أو محتاجًا للوجود في مثل هذه الأماكن وهو غير قادر على منع وجود الخمر، فلا بأس في ذلك؛ لأن الله –عز وجل- ما جعل على المسلمين من حرج في هذا الدين، ولأنه لا يكلف نفسًا إلا وسعها.

3 – ويبقى على كل مسلم أن يوازن بين التحريم الأصلي والواقع الذي يعيش فيه، بحيث لا يأخذ بهذه الرخصة إلا عندما يكون مضطراً فعلاً إليها أو محتاجاً لها، بحيث يتعرض للصعوبات إذا لم يستعمل هذه الرخصة. وفي ضوء هذه الموازنة قد يكون استعمال الرخصة مشروعاً، فيرتفع الإثم أو قد يكون نوعاً من التساهل في تطبيق أحكام الشريعة بدون مبرر يدعو إلى هذا التساهل فيقع الإنسان في الإثم.