أيها المسلم إن لأمك عليك حقوق، ولزوجتك عليك حقوق، فلا تجعل أحدهما يحيف على  الآخر، فرعاية أمك والاهتمام بطعامها وشرابها ودوائها وبرها والإحسان إليها مما يجب عليك أنت وإخوتك، ,إذا تقاسمتم هذا الواجب كان حسنا، ولا تشعروا أمكم بأنكم تتدافعوها بعضكم عن بعض، فإن هذا عقوق أي عقوق.

بل وعليك أيها المسلم لو أساء أخوانك لوالدتكم، أن تتحمل أنت كافة حقوقها والبر بها والإحسان إليها، ولا تتردد في ذلك فهي التي حملتك وأرضعتك ورعتك طوال سنين عمرك، ومهما فعلت معها فلن يكون لك إلا كما قال ابن عمر للرجل الذي حمل أمه من اليمن إلى مكة على ظهره ويطوف بها حول الكعبة ويقول له أطعمتها كما أطعمتي، ونظفتها كما نظفتني، وحملتها كما حملتني، أتراني أديتها حقها ، قال له “لا ” ولكن أحسنت والله يثيبك على القليل كثير.

وأعلم أيها المسلم أن دعوة واحدة من والدتك قد تجعل حياتك وحياة زوجتك وحياة أبناءك في نعيم لا يعلم به إلا الله، فدعوة الوالد لولده مجابة، فلا تضيع هذه الفرصة ولا تضيع البر فلن يأتيك من وراءه إلا كما تدين تدان.

ويحسن بالزوجة أن تصبر وتحتسب وتعين زوجها على بر أمه، ولتتصور نفسها في موضعها ، أكانت تحب أن يدعها ولدها وحيدة آسفة بينما هو يستمتع بزوجته!!!

على أن على الزوج أن لا يترك زوجته وحيدة فيذرها كالمعلقة ، ولكن يوفق بين الأمور ، ويشعر زوجته بحبه وتقديره وليملأ عاطفته لها حتى يذهب عنها وحر الصدر وضيق النفس.