قال تعالى : “ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا” [الإسراء: 32].

وقد قرن الله بين الزنا بالشرك بالله وبالقتل في الآية 68 من سورة الفرقان قال تعالى: “..ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى أثاما”، وهذا لأنه في غاية البشاعة والسوء، وإذا كان الزنا محرماً بين عموم الناس فإن حرمته أشد إذا وقع على المحارم.

فقد روى أحمد في مسنده و الحاكم في مستدركه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من وقع على ذات محرم فاقتلوه. وقال الحاكم في المستدرك: صحيح ولم يخرجاه.
وقال ابن حجر في الزواجر عند سياق هذا الحديث: وأعظم الزنا على الإطلاق الزنا بالمحارم. انتهى.

والواجب على من وقع في هذه الفاحشة العظيمة أن يتوب إلى الله تعالى، بترك الذنب والندم عليه والعزم على عدم العودة إليه، مع التزام صحبة أهل الخير والصلاح، والحرص على القيام بالواجبات الدينية من صلاة وصيام ونحوهما، والتمسك بالاستغفار، والتشبث بنوافل العبادات، وعليه أن يستتر بستر الله عليه ،لأن من ألم بشيء من هذه القاذورات عليه أن يستر نفسه بستر الله تعالى كما عليه أن يكثر من النوافل وأعمال الخير.

فإن الله عز وجل يقول: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ  [هود:114]، ويقول تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [الفرقان:68-69-70].