التهنئة في المناسبات السارة بصفة عامة مشروعة، وعلى وجه الأخص التهنئة بالعيدين، وقد ورد فيها جملة أحاديث وإن كانت ضعيفة إلا أنه لا بأس بالعمل بها في هذه الحالة، فيستحب للمسلم إذا لقي أخاه أن يقول له: تقبل الله منا ومنك، وأن يدعو له بالصالح من الدعاء.

يقول فضيلة الدكتور حسام عفانة -أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس بفلسطين-:

إن أصل التهنئة مشروع في الجملة فقد ثبت في الحديث الصحيح في قصة توبة كعب بن مالك رضي الله عنه حين تاب الله عليه بعد تخلفه عن غزوة تبوك حيث ورد في قصة توبته (قال سمعت صوت صارخ يقول بأعلى صوته يا كعب بن مالك، أبشر فذهب الناس يبشروننا وانطلقت قاصدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فتلقاني الناس فوجا فوجاً يهنئوني بالتوبة، ويقولون: ليهنك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- حوله الناس، فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني وكان كعب لا ينساها لطلحة قال كعب:-
فلما سلمت على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال وهو يبرق وجهه من السرور أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك) رواه البخاري ومسلم.

وهذا الحديث في التهنئة بشكل عام، وأما التهنئة بالعيد، والدعاء فيه، فقد ورد في الحديث عن محمد بن زياد قال كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب الرسول –صلى الله عليه وسلم- فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض يتقبل الله منا ومنك) قال الإمام أحمد بن حنبل إسناده إسناد جيد وجود اسناده أيضاً العلامة ابن التركماني، الجوهر النقي 3/319.
ونقل ابن قدامة عن الأمام أحمد بن حنبل رحمه الله قال: ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد تقبل الله منا ومنك).

وسئل الإمام مالك عن قول الرجل لأخيه يوم العيد تقبل الله منا ومنك يريد الصوم فقال ما أعرفه ولا أنكره، قال ابن حبيب المالكي معناه لا يعرفه سنة ولا ينكره على من يقوله لأنه قول حسن ولأنه دعاء.
وقد عقد الإمام البيهقي باباً في سننه الكبرى بعنوان (باب ما روي في قول الناس يوم العيد بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنك).
ثم ساق فيه بعض الأحاديث الواردة في ذلك وضعفها وساق فيه أيضاً أثراً عن عمر بن عبد العزيز فقال: (عن أدهم مولى عمر بن عبد العزيز قال: كنا نقول لعمر بن عبد العزيز في العيد تقبل الله منا ومنك يا أمير المؤمنين فيرد علينا ولا ينكر ذلك علينا) سنن البيهقي 3/319.

وهذه الأحاديث وإن كانت ضعيفة، فلا بأس أن يعمل بها في مثل هذا الأمر الذي يعد من فضائل الأعمال، وخاصة إذا أضفنا إليها الحديث الذي لم يذكره البيهقي وهو حديث أبي أمامة المذكور سابقا.

وخلاصة الأمر أنه لا بأس أن يقال في التهنئة بالعيد تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال أو نحوها من العبارات.