الزنى من أخطر الفواحش،وقد نهى القرآن عن الاقتراب منه ،فضلاً عن إتيانه،فقال “ولاتقربوا الزنى “،وقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم مقدماته زنى،فجعل العين تزني بالنظر،واليد تزني باللمس،ونحو ذلك.

وفي التفكير في الزنى يقول الشيخ محمد صالح المنجد:

التفكير في الزنى له صورتان :

أولاً : أن يكون مجرد خواطر غير مستقرة في النفس ، فهذا لا يؤاخذ الإنسان عليه ، لكن الأولى أن يتخلص منه لئلا يقود إلى ما بعده .

ثانيًا : أن يكون تفكيرًا مقرونًا بالعزيمة والنية ، فهذا ينبغي أن يبادر الشخص إلى علاجه من خلال عدة أمور منها :

1-التفكير الجاد بالزواج فهو التحصين الشرعي والفطري للمسلم والمسلمة .

2-الصيام إذا لم يستطع الزواج .

3-حرص المسلم والمسلمة على تقوية إيمانهما من خلال تلاوة القرآن ، وصلاة النفل ، والعبادات بينه وبين الله .

4-الاعتناء باختيار الرفقة الصالحة .

5-البعد عن كل ما يثير الشهوة ، ومن أبرز ذلك النظر الحرام .

6-تذكر عواقب الزنى في الدنيا والآخرة ، وأن آثاره السيئة لا توازي أبدًا اللذة العاجلة التي يجدها صاحبها .
انتهى

والخلاصة أن على الإنسان أن يبتعد عن مجتمع الشهوات والأهواء،وأن يفر منه ،وأن يسعى لإيجاد مجتمع يعينه على الخير،ويبعده عن الشر،وقبل ذلك السعي الحثيث للمسارعة بالزواج،مع وجود الصحبة الصالحة.

ويقول الشيخ سيد سابق في أضرار الزنى:

نهى الإسلام عن الاختلاط، والرقص، والصور المثيرة، والغناء الفاحش، والنظر المريب، وكل ما من شأنه أن يثير الغريزة أو يدعو إلى الفحش حتى لا تتسرب عوامل الضعف في البيت، والانحلال في الأسرة.
واعتبر الزنى جريمة قانونية تستحق أقصى العقوبة لأنه وخيم العاقبة، ومفض إلى الكثير من الشرور والجرائم.
فالعلاقات الخليعة والاتصال الجنسي غير المشروع، مما يهدد المجتمع بالفناء والانقراض فضلاً عن كونه من الرذائل المحقرة. (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً).
-ولأنه سبب مباشر في انتشار الأمراض الخطيرة التي تفتك بالأبدان، وتنتقل بالوراثة من الآباء إلى الأبناء، وأبناء الأبناء، كالزهري، والسيلان، والقرحة.
-وهو أحد أسباب جريمة القتل إذ أن الغيرة طبيعية في الإنسان، وقلما يرضى الرجل الكريم، أو المرأة العفيفة الانحراف الجنسي، بل إن الرجل لا يجد وسيلة يغسل بها العار الذي يلحقه ويلحق أهله إلا الدم.
-والزنى يفسد نظام البيت، ويهز كيان الأسرة ويقطع العلاقة الزوجية، ويعرض الأولاد لسوء التربية مما يتسبب عنه: التشرد، والانحراف، والجريمة.
-وفي الزنى ضياع النسب، وتمليك الأموال لغير أربابها عند التوارث.
-وفيه تغرير بالزوج، إذ أن الزنى قد ينتج عنه الحمل، فيقوم الرجل بتربية غير ابنه.
إن الزنى علاقة مؤقتة لا تبعه وراءها، فهو عملية حيوانية بحتة ينأي عنها الإنسان الشريف.
انتهى
والمسلم يدرء بنفسه عن كل ما يغضب الله تعالى،وينأى بها عن مواطن السوء،ونسأل الله السلامة من كل شر وبلاء.