إن التعزية هي الحمل على الصبر بذكر ما يسلي المصاب، ويخفف أحزانه، ويهون عليه مصابه.

وهي مستحبة شرعا لما جاء عن عمرو بن حزام ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة، إلا كساه الله ـ عز وجل ـ من حلل الكرامة يوم القيامة” رواه ابن ماجة والبيهقي بسند حسن.

لكنها لا تستحب إلا مرة واحدة، وتكون إلى ثلاثة أيام من حين الموت، وتكره بعد ذلك إلا إذا كان المعزي أو المعزَّى غائبا فإنها لا تكره حينئذ بعد ثلاثة أيام.

والسنة أن يعزى أهل الميت وأقاربه، ثم ينصرف كل إلى معالجة أمور حياته، يقول الإمام الشافعي ـ رحمه الله تعالى: “أكره المأتم وهي الجماعة، وإن لم يكن لهم بكاء فإن ذلك يجدد الحزن، ويكلف المؤونة ”

وقال النووي رحمه الله: قال الشافعي وأصحابه رحمهم الله: يكره الجلوس للتعزية، وذهب أحمد وكثير من علماء الحنفية إلى هذا الرأي، لكن ذهب المتقدمون من الأحناف إلى أنه لا بأس بالجلوس في غير المسجد ثلاثة أيام للتعزية، من غير ارتكاب محظور.