من قال : ” إن من شرط التعدد أن تكون الزوجة الأولى بها وبها….” لا علم لنا بأحد من الفقهاء قال ذلك، ولكن يروج لهذا الإعلام المهزوم الذي يرى أن التعدد لغير ضرورة خيانة زوجية ، وهذا ليس من ديننا في شيء.

من أراد أن يتزوج ثانية وثالثة ورابعة يجوز له ذلك بشرطين اثنين، لا نعلم لهما ثالثا:-
الأول : القدرة على العدل بينهما ، وعلى المؤنة.
الثاني: أن لا تكون الأولى شرطت عليه عدم التعدد عند العقد.

وأما عن تشتيت الأسرة ، فلا شك أن في التعدد نوعا من التشتيت خاصة  مع تباعد بيتي الزوجية.

ولا يعني ذلك أن يلجا الإنسان إلى الدخول في العلاقة الحميمية بينه وبين من تريد الزواج بها من أجل التجربة، فالله سبحانه وتعالى حرم اتخاذ الأخدان أي الأصدقاء والصديقات على كل من الرجال والنساء، فقال في خصوص النساء: ( محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان ) [النساء:25] وفي خصوص الرجال: ( محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ) [المائدة:5] واتخاذ الأخدان محرم سواء كان عبر الهاتف أو الدردشة في الإنترنت أو اللقاء المباشر، وغيرها من وسائل الاتصال المحرمة بين الرجل والمرأة. فلا توجد في الإسلام علاقة تسمى الصداقة بين الرجل والمرأة، فالمرأة للرجل إما زوجة له، وإما إحدىمحارمه.

ومعنى ذلك أن أقصى ما يسمح به بين الرجل والمرأة هو الكلام بالمعروف في المكان المفتوح أمام الناس جميعا، في غير ريبة ولا شهوة، ومن غير تماس ولا تقارب ولا مصافحة ولا ما فوق ذلك.

والحب بين الجنسين له عدة صور:-
أن يرى شاب فتاة، أو ترى فتاة شابا فيقع في قلب كل واحد منهما حب صاحبه…. فإلى هذا الحد لا يوجد أمر حرام طالما أن النظر الذي سبب هذا الحب لم يكن إلى عورة ولا بشهوة، والمقصود بالعورة ما يزيد على الوجه والكفين من المرأة، والمقصود بالشهوة التلذذ والارتياح والأنس والاستمتاع بهذا النظر.

والواجب حينئذ إذا كان الشاب مستعدا للزواج قادرا عليه أن يتقدم إلى خطبة هذه الفتاة بعد دراسة الأمر، فإذا تمت الموافقة على هذه الخطبة فيجوز حينئذ للخاطب أن يزور خطيبته في بيتها في وجود المحرم ليتبادلا أطراف الحديث، ولا يجوز له أن يلمسها ، ولا أن يتحسس جسمها ، ولا أن ينظر إليها بشهوة ، ولا أن يقبلها ، ولا أن يقترب منها بحيث يكون ملاصقا لها ، ومماسا لجسدها ، ولا أن يغازلها، ولا أن يقول لها كلمات الحب والعشق.

فكل ما له هو أن يجلس معها في وجود المحرم ، وتجلس هي ولا تظهر سوى الوجه والكفين ، ويتبادلا الحديث الذي ليس فيه تمايع ، ولا تكسير ، ولا شهوة ، والمقصود من الحديث أن يتعرف كل واحد إلى شخصية الآخر .

وليس لهما أن يجلسا سويا دون محرم، وليس لهما أن يخرجا سويا دون محرم ، فالخطبة ليست زواجا.

وأما بدون هذه الخطبة فلا توجد علاقة بينهما من أي نوع، وإذا أنشآ هما علاقة بينهما باسم الحب فإنها تكون علاقة آثمة، وكل ما يدور بينهما من لقاءات أو نظرات أو كلمات في الحب والعشق والغزل فكل هذا حرام، وهو داخل في العلاقات الآثمة المحرمة، وهو صورة من اتخاذ الأخدان الذي ذمه الله تعالى في كتابه ،يقول الله تعالى مبينا صفات المرأة المسلمة( محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان ) [النساء:25] وفي خصوص الرجال: ( محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ) [المائدة:5].