ذهب الفقهاء إلى جواز الكلام في الطواف إذا كان لحاجة، وبعضهم كرهه لغير حاجة، وقالوا: يستحب أن يدع الحديث والكلام في الطواف إلا ذكر الله تعالى، أو قراءة القرآن أو أمراً بمعروف، أو نهياً عن منكر، أو ما لابد منه من الكلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلمن إلا بالخير” (أخرجه الترمذي 3- 284).
وبناء عليه نرى أن الكلام لغير حاجة مكروه، وإذا كان الكلام عبر هاتف نقـــال فهو ـ لا ريب ـ داخل في الكلام، وهو محادثة قد يصاحبها تبسيط كبير، خاصة أن المخاطب على الطرف الآخر لا يستشعر الموقف، وما فيه من عبادة وازدحام، وما يقتضيه من خشوع.
وفي هذه المحادثة أيضاً نوع من تقليل أهمية ومكانة هذه العبادة، فالكراهة أشد في الكلام في بيت الله وحول الكعبة عبر هذا الجهاز.
وينبغي أن يمنع ذلك سداً لذريعة الاستهانة، وفقدان الشعيرة مكانتها، والتشويش على الطائفين لما يحتاجه من رفع الصوت غالباً وسط التهليل، والتكبير، والقراءة، والدعاء.