يقول الشيخ عطية صقر-رحمه الله تعالى-:

اليوم الكامل في التاريخ عامّة يتكوّن من ليل ونهار، وذلك في الأماكن التي تُشرِق فيها الشمس وتغرب كل أربع وعشرين ساعة مرة.

ويبدأ اليوم بغروب الشمس في التشريع الإسلامي، فالليل سابق على النهار؛ ذلك لأنّ دخول الشهر القمري يكون برؤية الهلال بعد غروب الشّمس والمتَّبع في عرف الناس هو العكس، فالنهار سابق على الليل.
ذكر ذلك القرطبي ” ج7 ص276 ” في تفسير قوله تعالى ( وواعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلةً ) ( سورة الأعراف : 142 ) حيث قال: دلَّت الآية على أن التاريخ يكون بالليالي دون الأيام؛ لأنّ الليالي أوائل الشهور. وبها كان الصّحابة ـ رَضي الله عنهم ـ يخبرون عن الأيّام، حتى رُوِيَ عنهم أنهم كانوا يقولون: صمنا خمسًا مع رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ والصوم يكون بالنهار لا بالليل، والعجم ـ أي غير العرب ـ تُخالف في ذلك فتحسب بالأيام لأن معوّلها على الشّمس يقول ابن العربي: حساب الشمس للمنافع وحساب القمر للمناسك. انتهى.

هذا، واليوم يُطلق أحيانًا على النهار، قال تعالى في الريح التي أهلك بها عادًا قوم هود( سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسومًا ) ( سورة الحاقة : 7 ) يقول القرطبي ” ج18 ص260 “: لأنّها بدأت طلوع ـ أي بطلوع ـ الشّمس من أوّل يوم وانقطعت غروب الشمس ـ أي بغروبها ـ من آخر يومٍ.

وقد يُعبَّر عن الأيّام بالليالي كما قال تعالى في شأن زكريا ( قَالَ آيتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أيَّامٍ إِلاّ رَمْزًا ) ( سورة آل عمران : 41 ) ( وقَالَ آَيَتُكَ ألاّ تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا ) ( سورة مريم ) وقد يعبَّر عن النهار باليوم إذا أُريد به ما يُقابل الليل كما في الآية السابقة في سورة الحاقة .

وللاصطلاح دخل كبير في هذا الموضوع وقوله تعالى ( كلَّ يومِ هُو فِي شَأْنٍ ) ( سورة الرحمن : 29 ) أي كل وقت والمراد الدوام.