يقول الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق- رحمه الله -:

نعم ، يجوز للإنسان أن يصليَ بعد الغُسل مباشرةً بدون وضوء جديد،  إذا كان الغُسل مستوفيًا للشروط الشرعية المطلوبة فيه .

ويجمع هذه الشروطَ كلَّها أن يُزيل المرءُ النجاسةَ عن جسده بماء طاهر ، ثم يتوضأ ، ثم يغسل رأسَه فذراعَيه ، فجانِبَه الأيمَنَ مع الرجل اليمنى ، فجانِبَه الأيسَرَ مع الرجل اليسرى ، كلُّ ذلك بماء طاهر ، ويُراعي وصولَ الماء إلى سائر أجزاء الجسم وتخليلَ أصابع الرجل وتخليلَ الشعر .

فإذا لم يَنتقضْ وُضوؤُه بعد هذا الغسل ، بأن لم يخرُجْ منه شيء ولم يَمَسَّ ذَكَرَه ونحو ذلك ، كفاه هذا الغُسلُ عن إحداث وضوء جديد للصلاة؟

ويقول الأستاذ الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر :

بالنسبة للاغتسال يستطيع الإنسان إذا كان يرفع به الجنابة أن ينوي معه رفع الحدث بوجه عام، ويغنيه عن الوضوء لكل عبادة يُشترط لصحتها أن يكون الإنسان على طهارة؛ سواء كانت الصلاة، أو الطواف، أو مس المصحف، أو الذكر، أو نحو هذا، ولا يُشترط أن يعيد الإنسان الوضوء بعد هذا الاغتسال؛ وذلك لأن الوضوء إنما هو طهارة في بعض أعضاء البدن، والاغتسال يَعمُّ أعضاء الوضوء وغيرها؛ فهو كافٍ عن الوضوء بالنسبة لهذه العبادات، التي يُشترط لصحتها الطهارة.