حكم قضاء الصلاة لمن كان تاركا لها:

لكل صلاة وقت لا يجوز تأخيرها عنه ، وتأخير الصلاة عن وقتها كبيرة من الكبائر باتفاق العلماء ، ما لم يكن التأخير بنية الجمع ، وما لم يكن في حالة النوم أو النسيان ، فإذا كانت هذه الصلوات فاتت عن نوم أو نسيان ، فيجب صلاتها عند الذكر أو الاستيقاظ باتفاق العلماء.

أما إذا كانت هذه الصلوات فاتت في غير نوم ولا نسيان ، فقد اختلف العلماء في وجوب قضائها عليه، فمذهب الفقهاء الأربعة أنه يجب قضاؤها.

وذهب طائفة من المحققين إلى عدم وجوبها، ولكن تجب التوبة من ذلك ، والإكثار من الاستغفار والنوافل. لكن الفقهاء جميعا سواء منهم من أوجب القضاء، أو منعه متفقون على أن القضاء لا يسقط الإثم بالرغم من وجوبه عند من أوجبه، ولكن الذي يسقط الإثم هو التوبة. وعليه فعلى من فاتته بعض الصلوات عمدا في غير نوم ولا نسيان أن يكثر من النوافل والاستغفار بدلا من القضاء، كما عليه أن يندم على ما فات، ويحرص على الانتظام في الصلاة.

هل الأفضل حفظ القرآن أم الإنشغال بالنوافل:

قد يكون الاشتغال بحفظ القرآن أنفع (في حالة الصلوات المتروكة عمدا) إذا كان المسلم سريع الحفظ أو يتقن الحفظ، وأما إذا لم يكن من هؤلاء فاشتغل بالنوافل ودعوة الناس إلى الالتزام بطاعته.

أيهما أفضل طلب العلم أم حفظ القرآن:

سئل شيخ ألإسلام ابن تيمية : ” أيهما أفضل طلب القرآن أو العلم ؟ فأجاب : أما العلم الذي يجب على الإنسان عينا كعلم ما أمر الله به وما نهى الله عنه فهو مقدم على حفظ ما لا يجب من القرآن فإن طلب العلم الأول واجب وطلب الثاني مستحب والواجب مقدم على المستحب .
وأما طلب حفظ القرآن : فهو مقدم على كثير مما تسميه الناس علما : وهو إما باطل أو قليل النفع . وهو أيضا مقدم في التعلم في حق من يريد أن يتعلم علم الدين من الأصول والفروع فإن المشروع في حق مثل هذا في هذه الأوقات أن يبدأ بحفظ القرآن فإنه أصل علوم الدين بخلاف ما يفعله كثير من أهل البدع من الأعاجم وغيرهم حيث يشتغل أحدهم بشيء من فضول العلم من الكلام أو الجدال  والخلاف أو الفروع النادرة أو التقليد الذي لا يحتاج إليه أو غرائب الحديث التي لا تثبت ولا ينتفع بها وكثير من الرياضيات التي لا تقوم عليها حجة ويترك حفظ القرآن الذي هو أهم من ذلك كله فلا بد في مثل [ هذه ] المسألة من التفصيل .
والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به فإن لم تكن هذه همة حافظه لم يكن من أهل العلم والدين.