إن الشرع قد وسع دائرة المعاشرة الجنسية فلم تقل ماهو المباح، ولكنها قالت ما هو الحرام والحلال ما عداه فمن الأشياء المحرمة في العلاقة الجنسية أن يجامع الرجل زوجته في دبرها أو حال حيضها ونفاسها، فإن اجتنبت المعاشرة الجنسية هذا فإنها قد تكون قد اجتنبت الحرام وما تصنعه حلالا. ولا يدخل الاستمتاع بالمباح في دائرة التشبه المحرم إلا إذا كان فيه استمتاع محرم كلواط مثلا أو جماع في حيض ونفاس.

يقول الدكتور فاروق حمادة ـ أستاذ بكلية الآداب ـ جامعة محمد الخامس ـ الرباط :

للرجل أن ينظر من زوجته ويتمتع بجسدها بالكيفية التي تروق له إلا ما نهى الله عنه وحرمه أو نهى عنه الرسول وحرمه، وذلك كالجماع في الدبر أو وقت الحيض والنفاس..

قال الله تعالى :”ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن..نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انا شئتم”

فاعتزال الوطء في الفرج أثناء الحيض والنفاس مطلوب شرعا. وهو من التطهر الذي يجبه الله للمسلم. وقوله تعالى :”نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم” أي كيف شئتم مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج. وفسره بعضهم “إن شئتم ومتى شئتم”.

وهذه الغريزة في الانسان اصيلة وثابتة ويراعى الانسان قضاءها بنية صالحة فينال بها الاجر كما جاء ذلك في الحديث الشريف :قالوا ياراسول الله ايأتي احدنا شهوته وله بها أجر؟ قال: ارايتم ان وضعها في الحرام اليس عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال. وبين الحرام والحلال حاجز رقيق، فاذا ما اخترقه اثم وندم. وإن راعاه وحافظ عليه غنم وسلم.