جاء في الموسوعة الفقهية ما ملخصه:

‏‏الاستغفار المطلوب هو الذي يحل عقدة الإصرار ‏,‏ ويثبت معناه في الجنان ‏,‏ لا التلفظ باللسان ‏,‏ فإن كان باللسان ‏-‏ وهو مصر على المعصية ‏-‏ فإنه ذنب يحتاج إلى استغفار ‏.‏ كما روي ‏:‏ ‏{‏ التائب من الذنب ‏,‏ كمن لا ذنب له ‏,‏ والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه ‏}‏ ‏.

‏ويطلب للمستغفر بلسانه أن يكون ملاحظًا لهذه المعاني بجنانه ‏,‏ ليفوز بنتائج الاستغفار ‏,‏ فإن لم يتيسر له ذلك فيستغفر بلسانه ‏,‏ ويجاهد نفسه على ما هنالك ‏,‏ فالميسور لا يسقط بالمعسور ‏.‏
فإن انتفى الإصرار ‏,‏ وكان الاستغفار باللسان مع غفلة القلب ‏,‏ ففيه رأيان ‏:‏ ‏
‏الأول ‏:‏ وصفه بأنة توبة الكذابين ‏,‏ وهو قول المالكية ‏,‏ وقول للحنفية والشافعية ‏,‏ إلا أن المالكية جعلوه معصية لاحقة بالكبائر ‏,‏ وقال الآخرون ‏:‏ بأنه لا جدوى منه فقط ‏.‏ ‏

‏الثاني ‏:‏ اعتباره حسنة وهو قول الحنابلة ‏,‏ وقول للحنفية والشافعية ‏,‏ لأن الاستغفار عن غفلة خير من الصمت وإن احتاج إلى استغفار ‏,‏ لأن اللسان إذا ألف ذكرًا يوشك أن يألفه القلب فيوافقه عليه ‏,‏ وترك العمل للخوف منه من مكايد الشيطان ‏.‏ ‏انتهى

ونرى أن يداوم العبد على الاستغفار ،وخاصة عندما يكون مبتدئًا في طرق باب الغفار،فعساه سبحانه أن يرفعه من ذكر مع غفلة إلى ذكر بيقظة،وما ذلك على الله بعزيز،على أن يجاهد نفسه على ترك المعاصى والآثام،امتثالاً لقوله جل في علاه “وجاهدوا في الله حق جهاده”
وقوله سبحانه”والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ،وإن الله لمع المحسنين”.