البحث عن علاج العقم أمر مباح، بل هو مطلوب شرعا ، ولكن يجب الاقتصار على الوسائل المشروعة، من العلاج لدى الأطباء المختصين الماهرين ، ودعاء الله تعالى وطلب الولد الصالح منه .
وأما من يدعي أنه عالم في الفلك وأنه يعالج بالنجوم والأفلاك فهذا دجال كذاب ، ويحرم الذهاب إليه ، وما يجري على يديه ليس من العلاج المشروع ، ولا من العلاج أصلا ، وليعلم المسلم أن الإنجاب هبة من الله تعالى يهب لمن يشاء حسب مقتضى حكمته تعالى ، وهذا لا يتوقف على سبب ، وإذا الأطباء أفادوا بسلامة الزوجين فليرضيا بقضاء الله ويسألا الله تعالى الولد الصالح.

يقول الدكتور عبد الفتاح عاشور، الأستاذ بجامعة الأزهر:
يقول تعالى: ( لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير) .

فهذا الأمر مرده إلى مشيئة الله ، ومع ذلك لا مانع من الأخذ بالأسباب والعلاج بالوسائل التي يعرفها الأطباء، وما صلة علم الفلك بعلاج العقم؟ إلا أن يكون من باب علم النجوم وادعاء أن كل واحد من الناس له نجم طالعه معلق به وعلاجه عن طريق هذا النجم بتعاويذ وتمائم تكتب في أوقات معينة وتعلق على كل من الرجل والمرأة ليتم الإنجاب،ولكن لا يخفى أن هذا ضرب من الخبل، وخروج على ما جاء به الإسلام من ربط الأسباب بمسبباتها واتخاذ الوسائل الصحيحة من المتخصصين فيها لتؤدي إلى نتائجها بإذن الله، وفي الحديث عند مسلم: ” من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما “، وروى أبو داود وابن ماجة وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ” من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر ، زاد ما زاد “، أي كلما زاد من علم النجوم زاد أثمه.

وعلم النجوم هنا هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الحوادث التي لم تقع وستقع في مستقبل الزمان، وما كان في معنى ذلك من الأمور التي يزعمون أنهم يدركون معرفتها بمسير الكواكب في مجارِّها واجتماعها وافتراقها ، ويدعون أن لها تأثيرا في السفليات وأنها تجري على قضاء موجباتها .

فاحذروا هؤلاء الدجالين الذين يفترون على الله الكذب، واسلكوا الطريق الصحيح من البحث عن العلاج لدى الأطباء النابهين، فقد وصل الطب في علاج العقم إلى مرحلة متقدمة، فإن لم يحدث حمل فهذه مشيئة الله، وفيها الخير، ومن يتأمل ختام الآية بقوله: “إنه عليم قدير” يستريح فؤاده ويهدأ باله حين يرد الأمر كله إلا العليم القدير، ومن رزق زكريا بيحيى عليه السلام قادر على أن يرزق أي مسلم بالولد الصالح،وما ذلك على الله ببعيد.