الحكم على الناس وإلصاق التهم بهم دون دليل قاطع، بمجرد الظن أو الأدلة الواهية فلا يجوز، كما لا يجوز الأخذ في ذلك بقول الساحر أو الدجال، ولا بقول الجني المتلبس ببعض الناس إن نطق على لسانهم، لأنهم كفرة أو فسقة لا يعتد بقولهم، والأغلب فيهم الكذب.

ولا يمكن معرفة ذلك يقينا إلا بإقرار واعتراف من عمل السحر أو ذهب إلى ساحر لعمله، أو بشهادة رجلين أو رجل وامرأتين ، عدول.

يقول الشيخ عبد الرحمن البراك، من علماء السعودية:
المبتلى بالسحر ، أو بما يظن أنه سحر ، لا طريق إلى اكتشاف الساحر الذي سحره أو دبر له السحر إلا بإقراره ، أو ببينة تشهد بأن فلانا عملا سحراً لفلان ، أو سعى إلى من يسحره ، وأما مجرد الظنون ، والقرائن الضعيفة فلا يجوز أن يعول عليها ، فلا يجوز أن يعتمد على هذه الظنون والأوهام بلا برهان تؤدي إلى ظلم المتهم ، كما لا يجوز الاعتماد في هذا على أخبار الجن الذين في بعض المصروعين ، كما لو قال بعضهم إنه مربوط بسحر من فلان أو فلان ؛ فإن الجن الذي في الملموس فاسق أو كافر ، فلا يجوز تصديقه إذا قال : إن فلاناً عمل سحراً لفلان ، فإن قوله ليس بحجة ، فالواجب الحذر من الانسياق مع الظنون وأقوال فسقة الجن ، أو السحرة ،فإن من السحرة من يخبر بمحل السحر وبمن قال به وهو يعتمد في ذلك على أخبار الشياطين ، أو يكون كذاباً يقول ذلك من عند نفسه ، وعلى كل حال فالجزم بتعيين الساحر بأنه هو الذي قام وعمل السحر لذلك المبتلى من أصعب الأشياء . ولا حول ولا قوة إلا بالله .