في طريق العلم:

تلقى أبو حنيفة العلم على يد شيوخ وأساتذة كبار، منهم: فقيه الكوفة “حماد بن أبي سليمان” والإمام جعفر الصادق وعطاء والزهري وقتادة وغيرهم، وكان حماد من أكثر شيوخه الذين يحبهم؛ وبعد موت حماد جاء الناس إلى أبي حنيفة يطلبون منه أن يعلمهم أمور دينهم؛ فقبل أبو حنيفة، وأخذ يدرس للناس حتى اشتهر فقهه بين البسطاء والأمراء، لكنه لم ينس فضل شيخه وأستاذه حماد بل ظل يدعو له حتى قال أبو حنيفة: “ما صليت قط إلا ودعوت لشيخي حماد ولكل من تعلمت منه علمًا أو علمته.

حياته وأخلاقه:
كان أبو حنيفة يهتم بمظهره، فيكثر التعطر، ويرى وقورًا حليمًا، كما كان كريمًا، وتاجرًا أمينًا، ظل يعمل بتجارة الخز طول حياته في دكانه المعروف بالكوفة.

وكان واسع الصدر هادئ الطبع في حديثه، وكان يخاف عاقبة الظلم، لذا رفض تولي القضاء، للخليفة المنصور العباسي.

قوام الليل:
سمع أبو حنيفة رجلاً يقول لآخر: هذا أبو حنيفة لا ينام الليل. فقال: والله لا يتحدث عني بما لم أفعل. فكان يحيي الليل صلاة وتضرعًا وكان يتورع عن القسم خشية الهلاك، حتى إنه جعل على نفسه إن حلف بالله صادقًا أن يتصدق بدينار.

أستاذ الأحناف:
أبو حنيفة مؤسس المذهب الحنفي، وقد انتشر مذهبه في العراق والهند وبلاد المشرق، وتأخذ مصر بمذهبه في قانون الأحوال الشخصية.

يقول عنه الشافعي: “الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة”، وقال عنه النضر بن شميل: كان الناس نيامًا في الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة. وقيل: لو وزن علم الإمام أبو حنيفة بعلم أهل زمانه؛ لرجح علمه عليهم. وقال عنه ابن المبارك: ما رأيت في الفقه مثل أبي حنيفة. وقال عنه يزيد بن هارون: ما رأيت أحدًا أحلم من أبي حنيفة.

وفاة الإمام أبي حنيفة:
توفى سنة 150 هـ، وصلى عليه خمسون ألف رجل، ودفن في بغداد، ويقال أنه مات في ليلة مولد الشافعي.

الإمام أبو حنيفة النعمان

هو الإمام أبوحنيفة النعمان بن ثابت ،ولد بالكوفة سنة 80 من الهجرة .
كان كثير العبادة، لا ينام الليل إلا قليلاً، حتى سموه الوتد لكثرة صلاته، يبكي حتى يسمع جيرانه بكاءه فيشفقون عليه مما هو فيه من خوف ووجل من الله !!
مولد الإمام:
كان الأب “ثابت” تاجرًا غنيًا أسلم فحسن إسلامه، قيل: إنه التقى بالإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فدعا له الإمام ولذريته بالخير والبركة، واستجاب الله الدعاء، ورزق الله ثابتًا بطفل أسماه النعمان وكناه أبا حنيفة.