الراجح أن السوائل التي يفرزها فرج المرأة طاهرة لا توجب وضوءا ولا غسلا، إلا المذي وهو ما يخرج عند الملاعبة والتفكر في الشهوة فإنه يوجب الوضوء، وكذلك الودي وهو ماء أبيض ثخين يخرج غالبا بعد البول فإنه يوجب الوضوء، والمني الذي يكون عند الشهوة الكبرى يوجب الغسل.

هذه السوائل المشار إليها تخرج من المهبل مخرج الولد وهي طاهرة لا توجب غسل المحل ولا الثياب، ولا تنقض الوضوء أيضاً؛ لأنه لم يرد في نصوص الشارع –فيما نعلم- ما يدل على نجاسة هذا الخارج، أو على أنه ناقض، لا سيما وأن هذا الأمر مما يبتلى به عامة النساء –سواء في عصرنا هذا أو في عصر النبوة- فلو كان نجساً أو ناقضاً لبينه الشارع.

وأيضاً فإن هذا الخارج ليس من فضلات الطعام والشراب –كالبول- وإنما إفراز طبيعي يخرج من الرحم، ولذا فإنه يكثر مع الحمل ولا سيما في الشهور الأخيرة منه، وهذا ما أفتى به سماحة الشيخ: محمد بن عثيمين في آخر حياته، وقبله الإمام ابن حزم.