ينبغي على المسلم أن يستثمر يوم مولده ، بأن يقف مع نفسه وقفة المحاسبة والتقويم ، فيصلح ما أفسد، ويكمل ما نقص ، ويحمد الله أن مد الله له في عمره ، وأعطاه فرصة للتوبة والإصلاح ، وكان من الممكن أن يحرمها كما حرمها غيره ، فإذا كانت هذه مظاهر الاحتفال فلا مانع منها .

أما إذا كان المقصود تقليد الغرب في احتفالاتهم ، ومباشرة المنكرات والمحرمات فهذا لا يجوز فعله للمسلمين .

يقول الشيخ جعفر أحمد الطلحاوي من علماء الأزهر الشريف :
لا عيد عند المسلمين إلا ما أعقب أداء ركن من أركان الإسلام؛ وعليه: فالعيد الأول (عيد الفطر أو الصغير) يأتي بعد تحقيق ركن الإسلام الصوم(شهر رمضان) ، والعيد الثاني: (عيد الأضحى أو الكبير) يأتي بعد أداء مناسك الحج، وهذا هوالمشروع من الأعياد عند المسلمين الملتزمين.
أما إذا نظرنا إلى العيد بمفهومه اللغوي؛ أي العود مرارا وتكرارا، فالعيد يسمى عيد العودة وتكراره كل عام، والعادة تسمى: عادة، لاعتياد المرء لها، وتكررها في حياته، من هذه الزاوية يصح لغة أن يقال: على مناسبة تاريخ الميلاد عيدا، لغة فقط، لا شرعا.

ولقد نبهنا المولى عز وجل إلى أن طول العمر وامتداد الأجل وتوالي السنين بعد السنين، عبرة لمن يعتبر، وذكرى لمن يتذكر، حيث قال تعالى : { أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر}، على مثل هذه المعاني؛ينبغي أن نحيا ونحي مناسبة تاريخ الميلاد، لأولادنا ولأنفسنا، لا أن نقع في محظور ومحذور شرعا، كأن نتشبه باليهود والنصارى، في احتفالاتهم بأعياد الميلاد، بمباشرة المنكرات ، والوقوع في معاصي الله تعالى ، وفي الحديث الشريف: “من تشبه بقوم فهو منهم” .

ويقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:
منشأ هذا السؤال هو التقليد الأعمى، إننا نريد أن نصبح أذناباً لغيرنا وقد خلقنا الله رؤوساً، وأن نكون عبيداً للغرب وقد خلقنا الله أحراراً، الغرب يحتفل بأعياد الميلاد للأطفال وللكبار، فنحن نقلد الغربيين ونفعل مثل هذا حتى الإنسان الكبير يعمل لنفسه عيد ميلاد، فقد مرت عليك سنة والمفروض أن تحاسب نفسك على هذه السنة، وتقعد تبكي على نفسك لا أن تشعل الشموع وتحتفل بنفسك، أيضاً بالنسبة للأولاد اتخاذ هذه العادة لهم سنوياً لا يجوز، أنا أقول أنه يمكن أن نحتفل بالأولاد في مناسبات معينة مثل عندما يولد المولود نحتفل به، ونعمل له عقيقة، وعندما يبلغ سبع سنوات نحتفل به ونقول له هذه سن الصلاة، فهذه حفلة الصلاة، وعندما يبلغ 10سنين نعمل حفلة أخرى “حفلة الضرب” نقول له: لقد احتفلنا بك من 3 سنوات سابقة حتى تصلي، الآن كبرت وإذا لم تصل تستحق الضرب، وبعدما يبلغ 15 سنة نعمل له حفلة أنه بلغ سن التكليف، هذه حفلات بمناسبات وليس كلما ازداد سنة نحتفل به، ثم نحتفل بمناسبات أخرى ، وكذلك بالنسبة للفتاة، بالإضافة إلى ما سبق يمكن أن نحتفل بها عندما ترتدي الحجاب، فهذه الحفلات لمناسبات ولا نحتفل بهم كل سنة.