قال العَجْلُونِي في كتابه “كَشْفُ الخَفَا وَمُزِيلُ الْإِلْبَاس”: قال السَّخاوى: لا أعرفه، ويُشْبه أن يكون من كلام بعض السلف، قال: ولَيْس على إطلاقه، بَلْ هو محمول على اللئام دون الكرام، ويشهد له ما في المجالسة للدِّينَوَرِيّ” عن عليٍّ ـ كرَّم الله وجهه ـ : الكريم يَلين إذا استُعطف، واللئيم يَقْسو إذا أُلْطِفَ ـ يعنى إذا أُعْطِي تحفة.

وعن عمر ـ رضي الله عنه ـ : ما وجدت لئيمًا قَط إلا قليل المروءة، وفي التَّنزيل: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُه مِنْ فَضْلِهِ) (سورة التوبة:74).

وسبب نزولها كما ذكره الطبري: أنَّ كبير المنافقين عبد الله بن أُبي بن سَلول كانت له دِيَة فأعْطاها له الرَّسول، فلمَّا اغْتَنَى بَطَرَ النِّعْمَةَ ولم يؤْمن إيمانًا خالصًا بالرسول، وقال عقَّب ذلك في حادثة الرَّجُلين اللذَيْن اقْتَتَلَا، وأحدهما من حلفاء الأنصار: انْصُروا أخاكم فو الله ما مَثَلُنَا وَمَثَلُ محمَّد إلا كما قال القائل: سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ، وقال أيضًا (لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) (سورة المنافقون: 8) يريد بالأعزِّ: قَوْمَهُ، وبِالْأَذَلِّ: المُسْلِمِين.

وفي الإسرائليات يقول الله عز وجل “من أساء إلى مَن أَحسَن إليه فقد بدَّل نِعْمتي كفرًا، ومَن أَحْسن إلى مَن أَسَاء إِلَيْه فَقَدْ أَخْلَصَ لِي شُكْرًا”.

وعند البَيْهَقي في شعب الإيمان عن محمد بن حاتم المظفَّرى قال: اتَّقِ شرَّ مَن يَصحبك لنائلة. “مجلة الإسلام – المجلد الرابع – العدد 13”.