مارية القِبطيّة المولودة في “حَفْن” المسماة الآن بالشيخ عبادة بالمنيا مقابل الأشمونين، أهداها المقوقس “جريج بن مينا” القبطي سنة سبع من الهجرة إلى النبي ـ ﷺ ـ هي وأختها “سيرين” عندما عرض عليه حاطب بن أبي بلتعة كتاب النبي ـ ﷺ ـ بدعوته إلى الإسلام ، وفي الطريق إلى المدينة المنوّرة عرض عليها حاطب الإسلام فأسلمتْ، وكذلك أسلمت أختُها التي وهبَها النبي ـ ﷺ ـ إلى حَسّان بن ثابت.
وكان الرسول ـ ﷺ ـ يتسرّى بها، أي يتمتّع بها بملك اليمين، ولم يُعتِقها ولم يتزوّجها بعقد، وولدت له إبراهيم الذي مات صغيرًا، والولد من الأمة المتمتّع بها بملك اليمين يكون حُرًّا، ومع أنها ليست زوجة معقودًا عليها كان يحجُبها كما يحجُب زوجاتِه، وقد ظَلَّت أمَةً لكن تحرّرت بعد موت النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلم ـ كما تُحرَّر كل أم ولد.
ولعدم العقد عليها لا يُطلَق عليها اسم زوجة، ولا يُطلَق عليها لقب “أم المؤمنين” لأنّ الله تعالى قال: (وأزواجُه أمَّهاتُهُمْ) (سورة الأحزاب : 6).