لا بد لتعلم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم ؛ أن تكون على يد شيخ ، ونحن الآن نوضح الناحية النظرية فحسب في المدود.

فالمد لغة : الزيادة. واصطلاحا : إطالة الصوت بحرف المد أو اللين عند ملاقاة همز أو سكون.

وحروف المد ثلاثة الألف والواو والياء ، ويشترط أن تكون ساكنة, ويشترط في الواو أن يكون ما قبلها مضموما والياء أن يكون مكسورا ما قبلها. أما الألف فلا يكون ما قبلها إلا مفتوحا، وهي مجموعة في كلمة : ( نوحيها ) , والياء والواو إذا سكنتا وانفتح ما قبلهما فلا يكون أي منهما حرف مد ولكن يسمى حرف لين.

والمد نوعان : أصلي : وهو ما لا يكون فيه بعد حرف المد همز ولا سكون، أي لا يتوقف على سبب ، كما في كلمة (نوحيها) .

والمد الفرعي هو المد الزائد على المد الأصلي لسبب من الأسباب , وأسباب المد الفرعي سببان الأول الهمزة والثاني السكون. وهو أقسام:

ـ المد المتصل : وهو أن يقع بعد حرف المد همز متصل به في كلمة واحدة , وسمي متصلا لاتصال حرف المد بالهمز في كلمة واحدة، مثل ( مآء ـ السماء ـ أوليآء ـ الملآئكة ـ سي~ء ـ سو~ء ). والمد المتصل مد واجب قدره أربع حركات ، أو خمس حركات أو ست حركات عند الوقف إذا وقع آخر الكلمة.

ـ المد المنفصل : وهو أن يقع بعد حرف المد همز منفصل عنه في كلمة أخرى مثل ( يآأيها ـ إلى~ أن ـ قالوآ إن ـ يهدي إلا) , وسمي منفصلا لانفصال حرف المد عن الهمز في كلمة أخرى.
وحكمه : جواز قصره حركتين ، ومده أربع حركات أو خمس حركات عند حفص.
ويدخل في حكم المنفصل الصلة الكبرى (وهي الواو الصغيرة الواقعة بعد هاء الضمير المضمومة , والياء الصغيرة الواقعة بعد هاء الضمير المكسورة). فإذا وقع بعد واو الصلة وياء الصلة همز منفصل عنها في كلمة أخرى فيكون حكمها حكم المد المنفصل في حالة الوصل أما في حالة الوقف فلا مد في هذه الحالة.

ـ المد العارض هو أن يقع بعد حرف المد أو حرف اللين ساكن سكونه عارض لأجل الوقف ، وسمي عارضا لتعرض الحرف الأخير في الكلمة للسكون نتيجة الوقف لأنه لو وصل لصار مدا طبيعيا. وحكمه : يجوز فيه ثلاثة أوجه : القصر حركتان, والتوسط أربع حركات, والإشباع ست حركات مثل الياء في (الحمد لله رب العالمين).

ـ مد البدل : وهو أن يتقدم الهمز على حرف المد في كلمة وليس بعد حرف المد همز أو سكون. مثل(آمنوا) و(إيمانا) و (أوتوا) . وحكمه : يمد بمقدار حركتين كالمد الطبيعي. وعند بعض القراء هو كالمنفصل.

ـ المد اللازم: وهو أن يأتي بعد حرف المد سكون لازم وصلا ووقفا سواء كان ذلك في كلمة مثل (الحآقة ـ الضآلين ـ آلآن) أو حرف مثل الحروف التي في أوائل السور, وسمي لازما للزوم مده ست حركات من غير تفاوت , وأيضا للزوم سببه وهو السكون وصلا ووقفا.