الصدق في الوعد وفي العهد من فضائل الأخلاق التي يتحلى بها المؤمنون ، وقال تعالى مثنياً على بعض عباده : ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) سورة المؤمنون وقال تعالى : ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ) سورة البقرة وقال تعالى : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) سورة الأحزاب .

والعهد ينقسم إلى عهد مع الله ، وعهد مع الناس ، ويبين فضيلة أد عبد المعز حريز ـ أستاذ الفقه وأصوله في الجامعة الأردنية ـ أقسام العهد فيقول فضيلته :

العهد قسمان: عهد مع الله، وعهد مع الناس.

فالعهد مع الله يجب على الإنسان أن يوفي بعهده مع الله ما استطاع فإن عاهده على أمر شق عليه فإنه يتحلل منه بكفارة اليمين ، إلا أن يكون التحلل فيه معصية ، فمن عاهد الله على الالتزام بأوامره لا تحلُّلَ له لكن من عاهد الله على فعل طاعة من الطاعات المندوبة ، ثم رأى في نفسه عدم القدرة فله أن يتحلل وعليه كفارة اليمين .

أما العهد مع الناس فهو أقسام عدة ، وكلها تندرج تحت قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود”، وقوله تعالى: “وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا”، وهذا إذا كان العهد مع الناس في الطاعة ، أما العهد على المعصية فلا يجوز الوفاء به ، بل يحرم فعله .

وأما عن التحلل من العهد من الناس حال كون العهد جائزا أو مباحا فإنه لا يتم إلا برضا الطرفين ، أو بإخبار الطرف الآخر كل بحسب عهده وبحسب الحالة التي هو فيها.  أما عهد المعصية فلا حاجة للإخبار أو الرجوع إلى الطرف الآخر للتحلل منه ؛ لأن العهد على الحرام لا ينعقد .