الصيام فرض على كل مسلم بالغ عاقل، وليس على الطفل دون سن البلوغ صيام على سبيل الفرض والإلزام، ولكن على ولي أمره أن يدربه على الصيام قبل فترة البلوغ حتى يتعود عليه ولا يشق عليه عند البلوغ قياسا على الصلاة، أما السن فتترك لظروف الطفل ووقت الصيام وغيره بحيث لا يشق ذلك على الطفل فيضره من حيث يريد نفعه .

يقول فضيلة الشيخ عطية صقر رحمه الله تعالى :

جاء في الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: ” رفع القلم عن ثلاث: عن الصغير حتى يكبر، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق ” (رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة والحاكم عن عائشة بإسناد صحيح، ورواه أحمد وأبو داود والحاكم عن علي وعمر بألفاظ متقاربة ومن طرق عديدة يقوي بعضها بعضًا) ومعنى رفع القلم: امتناع التكليف – أي ليسوا مكلفين – غير أن الإسلام وهو دين يراعى طبيعة البشر أراد أن يأخذ الأولاد من الصغر بهذه العبادات والطاعات، ليمارسوها ويتدربوا عليها.

فجاء في الحديث عن الصلاة: ” مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ” (رواه أحمد وأبو داود والحاكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص) والصيام أيضًا عبادة وفريضة كالصلاة . فالواجب أن يدرب عليها الأولاد، ولكن من أي سن ؟ ليس من الضروري لسبع، لأن الصيام أشق من الصلاة، إنما يرجع الأمر إلى طاقة الصبي . فكلما رأى الوالد أو رأي ولي أمر الطفل أنه يطيق الصيام، ولو أيامًا معينة في كل شهر، فليدربه على ذلك، يدربه على الصيام سنة بعد سنة، سنة يصوم ثلاثة أيام، وأخرى يصوم أسبوعًا والتي بعدها يصوم أسبوعين، والتي بعدها يصوم الشهر كله، فإذا جاء وقت البلوغ، وهو وقت التكليف كان قد زاول ومارس عملية الصيام فلا تشق عليه، فهذه هي التربية الإسلامية أن يؤخذ الصبي من صغره، ومنذ نعومة أظفاره بآداب الإسلام وفرائضه حتى يتعود عليها وقد قال الشاعر :

وينفع الأدب الأحداث في صغر              وليس ينفع عند الشيبة الأدب

إن الغصون إذا قوَّمتها اعتدلت              ولن تلين إذا قومتها الخشـب

فعلى الآباء وعلى أولياء أمور الصبيان والبنات أن يعودوهم ويعودوهن الصيام والصلاة، الصلاة منذ سن السابعة والضرب عليها عند العاشرة والصيام منذ أطاق الصبي ولو بعد السابعة بسنة أو بأكثر عندما يطيق، يأمره الأب بالصيام.