ذكر الله قربة من القربات التي يستمطر بها العبد رحمة الله ورضوانه وحسبنا ما رواه أحمد في مسنده (ما عمل آدمي قط أنجى له من عذاب الله من ذكر الله -عز وجل-)، وهو عبادة تقي العبد من وسوسة الشيطان وكيده ومكره وأفضلها ما كان بالقلب واللسان، وملازمته دليل على براءة القلب من النفاق.

يقول فضيلة الدكتور عبد العزيز عزام :
ذكر الله من أعظم القربات، وأفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وتكون له حصنًا من وساوس الشيطان، فإن من ذكر الله ذكره في الملأ الأعلى، قال تعالى: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون). وقال صلى الله عليه وسلم: “قال الله ـ تعالى ـ أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرب إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيه هرولة.

وأفضل الذكر ما كان بالقلب واللسان معًا، فإذا قال العبد بلسانه: لا إله إلا الله، فيجب أن يكون معنى هذه الكلمة الشريفة، وهو انفراد الحق بالألوهية حاضرًا في قلبه حتى يذوق القلب لذة الذكر، وتشرق عليه أنواره، وإلا كان من الغافلين.

والغفلة عن ذكر الله تكون سببًا في تسلط الشيطان على القلب الغافل؛ فتجعله يستولي عليه بسبب غفلته عن ذكر الله، فقد قال تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين). وقال تعالى: (استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله..).
ومن شأن المؤمن أن يذكر ربه كثيرًا؛ لأن ذكر الله تطمئن به القلوب، فقد قال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
أما المنافق فلا يذكر ربه إلا قليلاً كما قال تعالى: (يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً..) وقال تعالى: (استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله..).

وفي ملازمة الذكر والمداومة عليه طرد للشيطان، وقطع لوسوسته، فقد ورد “أن الشيطان جاثم على قلب العبد، فإذا ذُكِر الله خنس، وإذا غفل وسوس له”.

وأفضل أنواع الذكر وأشرفها:لا إله إلا الله“.

وأفضل الدعاءالحمد لله.

فقد قال عليه الصلاة والسلام: “سبحان الله نصف الميزان، والحمد لله تملؤه، ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب”. أخرجه الترمذي في الدعوات، فإذا قال العبد: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر فقد جاء بأفضل الذكر والدعاء وأجمعه، فقد ورد أن هذه الكلمات أحب إلى الله مما طلعت عليه الشمس، فالاستغفار يمحو الذنوب، ويثبت القلوب، فاذكر ربك في نفسك تضرعًا وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال، ولا تكن من الغافلين.