برغم أن عدم لبس المخيط للحاج أوالمعتمر من الأمور التوقيفية ، لكن لا يعني هذا أنه يخلو من حكمة عظيمة القدر، بل لا يوجد فعل من أفعال النبي ﷺ دون حكمة، سواء علمنا هذه الحكمةأم لا.
وهذه بعض أسرار عدم لبس المخيط للحاج أو المعتمر:
إن الشارع الحكيم أمرنا بعدم لبس المخيط وعدم تغطية الرأس عند الإحرام؛ ليكون الإنسان في أعلى درجات الخضوع والتذلل لله- تعالى- كأنه يقول في هذه الحالة: يا رب إني لا أملك لنفسي من الأمر شيئًا، وإنَّ كل ما في هذا الوجود لا أملك فيه فتيلاً، وإنك أنت المالك لكل كائن ويكون، وها أنا واقف بين يديك كيوم ولدتني أمي، ليس عليَّ من عرض الدنيا إلا ما أستر به العورة.
وفي عدم لبس المخيط إشارة إلى أنه أشبه بالطفل المولود الملفوف في شيء غير مخيط، أي أنه لا يملك لنفسه شيئًا من حطام الدنيا؛ إذ الملك لله وحده، ولا يخفى أن هذه الحالة هي أكبر درجات الخضوع وأسمى منازل الخشوع، والغاية القصوى في التذلل للخالق -جل شأنه.
وهناك حكمة أخرى، وهي أن الحاج أو المعتمر بهذه الحالة يتذكر أهل المحشر وهم واقفون بغير لباس على بدنهم، والذكرى تنفع المؤمنين.