يقول الدكتور السيد صقر – رحمه الله تعالى – : هذه المسألة لا يترتب عليها كبير عمل، ومع هذا فإن الرزق الذي قدره الله تعالى لكل إنسان، بل لكل كائن حي قد تم تقديره بناء على علم الله بما كان وبما سيكون بلا شك ، وهو مع هذا جبري لا دخل للإنسان فيه، إلا من جهة السعي في تحصيله بطريق مشروع كما أمر الله تعالى، والسعي من أسباب البركة فيه، كصلة الرحم، وطاعة الله والاستغفار وغير ذلك ، وفي أسباب زيادته أيضا ـ على رأي من قال أن الزيادة المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم : ” من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ” زيادة حقيقية.

وعلى هذا الرأي فإن هذه الزيادة مقدر مع تقدير أصل الرزق بناء على علم الله تعالى بما سيكون من عمل الإنسان وسعيه ، فلا مانع أن يكون الله تعالى كتب لهذا الإنسان قدرا معينا من الرزق إن لم يصل رحمه، وقدرا  أكبر إن وصلها، مع علمه تعالى بكونه سيصلها أم لا.

وبعد تقدير الله تعالى فلن يصل الإنسان من الرزق إلا ما قدر له حسب علم الله تعالى، والله سبحانه يرزق المؤمن والكافر والبر والفاجر.

وعلى المسلم أن يتذكر دائما قول الله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره ، قد جعل الله لكل شيء قدرا )، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب).