يقول فضيلة الشيخ محمد رشيد رضا-رحمه الله-:قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ( إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله ) رواه البخاري وفي صحيح الجامع للألباني .

حمل بعض العلماء الأجر في الحديث على الثواب لأجل الجمع , وخصه بعضهم بالرقية , وينبغي أن تكون صلحًا على شفاء لديغ , فإن شفي استحق الراقي الأجرة كما كانت واقعة الحال لأن ما جاء على خلاف القياس لا يقاس عليه.

ومن الأحاديث المعارضة له ما رواه أحمد و البزار من حديث عبد الرحمن بن شبل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه , ولا تجفوا عنه , ولا تستكثروا به). ورجاله ثقات

وما رواه أحمد و الترمذي وحسنه من حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اقرءوا القرآن واسألوا الله به فإن من بعدكم قومًا يقرءون القرآن يسألون به الناس ).

وما رواه أبو داود من حديث سهل بن سعد وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اقرءوا القرآن قبل أن يقرأه قوم يقيمونه كما يقام السهم يتعجل أجره ولا يتأجل ).

وما رواه أيضًا من حديث جابر قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن , وفينا الأعرابي والعجمي فقال : ( اقرءوا فكل حسن , وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه ).

فهذا وما ذكر في التفسير كافٍ في بيان الحق , وجعل حديث الرقية خاصًّا بتلك الواقعة وما كان في معناها , وهي تدل على أن الأجرة كانت محرمة ، فإن الراقي لما أخذ الشاء أنكر عليه رفاقه من الصحابة حتى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وأذن لهم بأكلها , وكانوا استضافوا أولئك العرب من المشركين فلم يضيفوهم , فرقى أحدهم لهم سيدهم وكان لديغًا على أن يعطوه القطيع إذا شفي.

فأنت ترى أيها المسلم أن الصحابة كانوا مضطرين ومحتاجين للطعام , ولا يقال أن المعطي يعطي برضاه فإن العقد فاسد , وهذه شبهة مستحل الربا.