الأجرة

أخذ الأجر على قرآءة القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم، إني شاب في الـ 21 من عمري، والحمد لله قد وهبني الله صوتاً جميلاً أو حسناً في تلاوة القرآن، وقد عَرَض علىَّ الناس أن أعمل كمقرئ في المآتم والحفلات الدينية كاستغلال لهذه الموهبة. وقد نويت ذلك وبدأت في الاستعداد لذلك، ولكنى سألت في ذلك، فقيل لي: إن هذه السرادقات بدعة منكرة من بدع هذا العصر، وإن اشتركت في هذا العمل ستنال وزراً للمشاركة. وقال لي آخر: إن هذا العمل لا بد له من شروط، الأول: أن يتوفر في هذا المقرئ شرط العجز عن القيام بأي عمل آخر، والثاني: أن تكون نيته أخذ الأجر على الوقت المحبوس فيه للقراءة، والثالث: ألا يشترط على أهل الميت أجراً معيناً أو حداً معيناً لا يتجاوزونه من المال. وهذا الرأي أعجبني وأراح نفسي لفترة ليست بالقصيرة، ولكن عندما عرضت هذا الرأي على أحد أصحابي قال لي: إنه لم يعطك دليل على ما يقول فربما يكون ذلك كله "رأيه الشخصي"، وهذا جعلني أتراجع مرة أخرى. ورجعت في حيرتي الأولى مرة أخرى، خاصة وأنا في حاجة للمال، حيث إنني شاب متزوج، وعندي ولد، وأنا ما زلت أدرس في الجامعة، ووالدي هو الذي يعولني أنا وزوجتي وولدي، كما أن فرص العمل قليلة بل نادرة كما تعلمون في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد الآن. ولقد ألهمني الله أن أبعث إليكم هذه الرسالة لثقتي البالغة في حضرتكم خاصة بعد قراءتي لكتب حضرتكم "الحلال والحرام"، "فتاوى معاصرة"... وغيرهما، وأكون شاكراً لحضرتكم أن تجيبني على هذه الرسالة إجابة شافية لما في صدري كافية بالأدلة والبراهين الواضحة، كما تعودنا منكم بحيث أعلم الحكم الفاصل في هذا الأمر. فإن كان مباحاً سرت في هذا الطريق ولا حرج، وإن كان حراماً قطعته تماماً، وأسأل الله أن يوفقكم للرأي السديد الذي يوضح، ويبين الحكم ويدرأ الشبهات وأن ينفع بكم المسلمين في كل مكان وجزاكم الله خيراً.. حيران يريد الراحة من مصر.