أنواع الأحاديث

ضوابط نقد الحديث بين السند والمتن

كنا مجموعة من الجامعيين المثقفين ثقافة (مدنية) كما يطلقون عليها، أعني أننا من خريجي الجامعات الحديثة، لا من خريجي الأزهر الشريف، وكلياته العريقة، وكنا نتحدث في أمور الدين، حيث إن معظمنا من المتدينين، الذين يحرصون على أداء الفرائض، واجتناب المحرمات. وانجرّ الكلام إلى الأحاديث النبوية، وما دخل عليها من الأكاذيب والأحاديث الموضوعة. . التي حشيت بها بعض الكتب، ونقلها بعض رجال الحديث، فشوهت جمال الإسلام. وانتهى بحثنا إلى أن على المسلم أن يعمل عقله في معنى أي حديث يجده، فإذا لم ينسجم مع مقتضى العقل رده وأنكره، ولا حرج عليه، لأن الإسلام لا يأتي بما يرده العقل، أو يناقض ما يقرره العلم. وكان معنا بعض الزملاء الذين لهم دراية بعلم الدين أكثر منا، فقال: إن الحديث يجب أن ينظر إليه من ناحية سنده، أي سلسلة رواته الذين رووه، والنظر في مدى قبوله أو رده، ولا يجوز النظر إلى المعنى، الذي قد يخفى على عقولنا القاصرة، فيترتب على ذلك أن نرد الحديث الصحيح بغير حجة معتبرة. أرجو أن تفصل بيننا في هذه المسألة المهمة، حتى لا تزل أقدامنا، ونقول في الدين بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.