أهمية الوقف والوصل في القرآن الكريم
أنا معْنيٌّ بدراسة علوم القرآن الكريم، وخصوصًا بالوقف والوصل فيه، وقد صليت خلفكم صلاة التراوٍيح، وفي أكثر من رمـضان، أعجبني كثيرًا اختياركم لأماكن الوصل والوقف. وهي مبنية على مراعاتكم للمعاني القرآنيـة. لهذا أحببت أن أسألكم عن بعض «الوقوف» في القرآن الكريم، اختلفت فيها مع بعض زملائي، فرأينا أن نستنير برأيك حولها. 1- من ذلك قوله تعالى في أواخر سورة يوسف: ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) فمعظم المصاحف المطبوعة، تقف على قوله: ( أدعو إلى الله) ثم تستأنف بعده (على بصيرة أنا ومن اتبعني ) (يوسف: 108). فهي بهـذا تجعـل فقرة ( أدْعُو إلى الله على بَصِيَرةٍ أنا ومن اتَّبَعَنِي ) جملتين اثنتين لا جملة واحدة، وأنا أرى خلاف ذلك. 2ـ وفي نفس السورة حدث خلاف حول الوقف في الآية الكريمة على لسان يوسف قال: ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) (يوسف: 92). وذلك بعد أن قال له إخوته: ( تَاللَّه لقد آثَرَك الله علينا وإن كنا لخاطئين). فهل الوقف عند قوله: (لا تَثْرِيب عليكم) أو عند كلمة ( اليوم )؟. 3- وفي سورة الحديد يقول الله تعالى: (والذين آمَنُوا بالله ورسله أولئك هم الصِّدِّيقُون والشُّهَداء عند ربهم لهم أجْرُهم ونُورُهم والذين كَفَروا وكَذَّبوا بآياتنا أولئك أصْحاب الجَحِيم) (الحديد: 19). فهل يوقف عند قوله: (الصديقون) أم عند قوله: (عند ربهم)؟ وبعبارة أخرى: هل هما صنفان أو ثلاثة تتحدث عنهم الآية؟.