أخرج ابن ماجه في سننه عن عبد الله بن عمرو بن العاص وحذيفة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:” يدرُس الإسلام كما يدرس وَشْيُ الثوب حتى لا يُدْرَى: ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، فَيُسْرَى على كتاب الله تعالى في ليلة فلا يبقى منه في الأرض آية وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير العجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة.
وجاء عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك أن يُنزع منكم، فسئل: كيف ينزع منا، وقد أثبته الله في قلوبنا، وثبتناه في مصاحفنا؟ فقال: يسري عليه في ليلة واحدة فينزع ما في القلوب، ويذهب ما في المصاحف ويُصبح الناس منه فقراء. ثم قرأ ( وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالذي أَوحَينَا إِليْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَينَا وَكِيْلا ) ( سورة الإسراء: 86) أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة وإسناده صحيح” تفسير القرطبي ج10 ص 325 “.
هذه بعض المرويات منها ما هو مرفوع إلى النبي صلّى الله عليه وسلم، ومنها ما هو موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه، وطريق الرواية ليس قطعي الثبوت، وهو على كل حال يدل على أهمية القرآن الكريم، وعلى العناية بحفظه ومدارسته ويلتقي مع الحديث الصحيح ” بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطُوبَى للغرباء” رواه مسلم.