كل من اتخذ ديناً غير دين الإسلام فهو كافر، والقرآن الكريم أطلق عليهم أنهم كفار، وإطلاق لفظ غير المسلمين عليهم لا ينفي عنهم صفة الكفر بل هو وسيلة لاستمالة قلوبهم في حال الإقناع لأن هذا اللفظ أقرب في استمالة المخاطب . فمن هذا المنظور لا بأس به.

يقول سماحة المستشار فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء- رحمه الله تعالى -:
غير المسلمين سمَّاهم الله عز وجل في القرآن الكريم كفارًا، وسماهم أهل كتاب، وسماهم مشركين، وسماهم ظالمين، وليست هذه الأسماء على سبيل الحصر لكنها أوصاف متعددة لهم. فالكفر بكتاب الله أو برسول الله صفة من صفاتهم، وأنهم أهل كتاب هو التوراة أو الإنجيل صفة من صفاتهم أيضًا رغم التحريف الواقع في هذين الكتابين. وأنهم ظالمون صفة من صفاتهم أيضًا لقول الله عز وجل: “ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون”، ويجمع هذه الصفات أنهم غير مسلمين، أي: لا يؤمنون بالإسلام الذي بعث به محمد عليه الصلاة والسلام. فهذه صفة جامعة تجمع المشركين وأهل الكتاب والوثنيين والملحدين والظالمين.

لذلك فإننا لا نجد غضاضة على المسلم في إطلاق كلمة غير المسلمين أو غيرها، لكنه إن قصد من وراء ذلك أنهم ليسوا كفارًا فهو مخطئ، بل ويقع في الكفر.

أما إذا استعمل هذا اللفظ وهو يعتقد أنهم كفار، ويصرح بذلك عند اللزوم، ويستعمل هذا الوصف أثناء الحوار ليكون أقرب إلى الإقناع، فهذا هو أسلوب القرآن العظيم الذي استعمل مع هؤلاء لفظ أهل الكتاب عندما كان يحاورهم واستعمل لفظ الكفار عندما كان يحاربهم، أو عندما أراد أن يصف حقيقة دينهم. قال تعالى: “يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء…”. فهو عندما يدعوهم إلى الحوار يصفهم بهذا الوصف المحبب عندهم. وعندما أراد أن يصف حقيقة دينهم قال: “لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة…”. وعندما تحدث عنهم في جو الحرب قال: “لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق…”.

ومن المعروف عند علمائنا أنه لا مشاحاة في الاصطلاح. وسواء سميناهم كفارًا أو أهل كتاب أو مشركين أو غير مسلمين، فكل ذلك جائز إن شاء الله؛ لأنه يعبّر عن الحقيقة، ولا بأس أن يستعمل المسلم في كل وقت ما يناسبه من هذه المصطلحات أو من غيرها بشرط أن تكون معبّرة عن الحقيقة، وألا يكون فيها تمويه أو تزييف.