الواجب على المسلم أن يحفظ من القرآن ما تصح به صلاته، أما الاشتغال بحفظ القرآن ففرض كفاية جاء في كتاب المجموع للإمام النووي (الاشتغال بحفظ ما زاد على الفاتحة من القرآن أفضل من صلاة التطوع، لأن حفظه فرض كفاية). والتعبد بتلاوة القرآن من المصحف أفضل من القراءة غيبا، والقرآن يكون شفيعا لقارئه يوم القيامة متى كان القرآن دستوره ومنهج حياته يتخلق بأخلاقه ويتأدب بآدابه.
حكم حفظ القرآن الكريم:
أما الحفظ لأجل التعبد به فهو مستحب وليس بواجب، فقد كان لا يحفظ القرآن الكريم كاملاً من أصحاب رسول الله ﷺ إلا العدد القليل؛ لأن التعبد يكفي بحفظ بعض سور القرآن، ويمكن التعبد بقراءة القرآن بالنظر في المصحف.
فضل قراءة القرآن:
وقال النووي هكذا قال أصحابنا والسلف أيضاً، ولم أر فيه خلافاً. واستدل على فضل القراءة في المصحف بما أخرجه الطبراني والبيهقي في الشعب من حديث أوس الثقفي مرفوعاً: “قراءة الرجل في غير المصحف ألف درجة، وقراءته في المصحف تضاعف ألفي درجة” كما أخرج أبو عبيد بسند صحيح: “فضل قراءة القرآن نظراً على ما يقرؤه ظاهراً كفضل الفريضة على النافلة”.
بعد أن عرفت أيها المسلم فضل قراءة القرآن بالنظر في المصحف وأردت الحصول على فضل القراءة من الحفظ فعليك بحفظ بعض السور القصار أو بعض آيات من السور الطوال، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه وغيره من أصحاب السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد ثلاث خلفات عظام سمان. قلنا نعم، قال: ثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاة خير له من ثلاث خلفات عظام سمان”، والخلفة هي الناقة العظيمة في بطنها ولدها.
كما أن النصوص التي تدل على شفاعة القرآن لأصحابه لم تشترط حفظهم له، فقد جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أبو عبيد بسنده عن أنس مرفوعاً: “القرآن شافع مشفع وماجد مصدق، من جعله إمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار” .