1 ـ إحساس وشعور الميت بزيارة الأحياء فالراجح أنه واقع وثابت، ولو لم يكن هناك شعور لما أمرنا الشارع أن نقول حين نذهب إليهم :‏ ” السلام عليكم ديار قوم مؤمنين ، أنتم السابقون ، وإنا إن شاء اللّه بكم للاحقون ” .

فإذا مات الإنسان انتقلت روحه إلى الملأ الأعلى، وهي لا ترى ما يراه الأحياء؛ لأن حقيقة الروح مما استأثر الله به، والأموات يعلمون كثيرا مما يحدث للأحياء، يؤكد هذا أن الرسول بعد أن انتهى من غزوة بدر قام بحفر خندق وألقى فيه المشركين، ثم أخذ يناديهم ويقول: “يا أبا جهل، يا عتبة، يا فلان يا فلان لقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقًا؟ فقال له سيدنا عمر: أتكلم أجسادًا لا تسمع ولا تبصر؟ فقال: يا عمر، والله يا عمر إنهم لأسمعُ منكم” .

وقراءة الفاتحة والصدقة على أرواح الموتى ربما يكفي عن الزيارة، وربما كان أفضل من الزيارة أحيانا، ولكن لا ينبغي للحي ترك الزيارة كلية ، بل يزور بحسب ما يتيسر له، ولو طالت المدة.

2 ـ  وأفضل ما يهب الحي ثوابه للميت وينفعه به إن شاء الله هو الدعاء له والترحم عليه، والصدقة وقراءة القرآن، وبره بصلة رحمه وتنفيذ وصاياه في الخير، فقد اتفق علماء الإسلام على أن الميت ينتفع بدعاء غيره له ، ومن الأمور التي اتفق العلماء على أن الميت ينتفع بها ويصل ثوابها له الصدقة عنه ، وكذلك فإن المتصدق ينتفع بتلك الصدقة أيضاً .

وهناك أعمال أخرى ينتفع بها الميت على قول طائفة من أهل العلم كتلاوة القرآن وجعل ثواب التلاوة للميت والأضحية عن الميت ، وغيرها من أنواع البر .

3 ـ  وأما دفع مبلغ من المال شهريا لدار أيتام فيكون كفالة إذا كان يكفي لنفقات كاملة يتيم على الأقل، وإلا فهو اشتراك في الكفالة، وهو على كل حال داخل في الصدقة ، فهو صدقة وكفالة إن شاء الله تعالى.
وكفالة اليتيم تكون بضم اليتيم إلى حجر كافله أي ضمه إلى أسرته، فينفق عليه، ويقوم على تربيته، وتأديبه حتى يبلغ؛ وتكون كفالة اليتيم أيضاً بالإنفاق عليه مع عدم ضمه إلى الكافل كما هو حال كثير من أهل الخير الذين يدفعون مبلغاً من المال لكفالة يتيم يعيش في جمعية خيرية أو يعيش مع أمه أو نحو ذلك، فهذه الكفالة أدنى درجة من الأولى، ومن يدفع المال للجمعيات الخيرية التي تعنى بالأيتام يعتبر حقيقة كافلاً لليتيم وهو داخل إن شاء الله تعالى في قول النبي صلى الله عليه وسلم :( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ).

وكفالة اليتيم المالية تقدر حسب مستوى المعيشة في بلد اليتيم المكفول بحيث تشمل حاجات اليتيم الأساسية دون الكمالية، فينبغي أن يتوفر لليتيم المأكل، والمشرب، والملبس، والمسكن، والتعليم بحيث يعيش اليتيم حياة كريمة، ولا يشعر بفرق بينه، وبين أقرانه ممن ليسوا بأيتام.
ولا بأس أن يشارك أكثر من شخص في كفالة اليتيم الواحد.