طالما أن تناول الطعام والشراب أثناء الحيض فلا حرج في ذلك ، أما الحرج فهو في تعمد الأكل أو الشرب ونحوهما من كل ما يفسد الصوم لغير عذر مقبول شرعاً،  فالواجب على من فعل ذلك أن يبادر بالإكثار من الاستغفار والتوبة الصادقة، هذا إضافة إلى وجوب قضاء اليوم أو الأيام التي قد تعمد إفساد صومها،

فمن كانت شربت وهو على علم أن حيضتها لم تنته بعد فلا إثم عليها ، أما إن كانت ظنت أن حيضتها قد انتهت ومع هذا شربت فإنه يجب عليها التوبة والاستغفار لجرأتها على انتهاك حرمة الشهر الكريم حتى وإن تبين بعد ذلك أن مدة الحيض لم تنته بعد، ولا يخفى عليها أنه يجب عليها قضاء ما فاتها بسبب الحيض.

هل يجب الإمساك للحائض أو النفساء إذا طهرت نهار رمضان

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

إذا طهرت الحائض أو النفساء أثناء النهار لم يجب عليها الإمساك ، ولها أن تأكل وتشرب ، لأن إمساكها لا يفيدها شيئاً ، لوجوب قضاء هذا اليوم عليها ، وهذا مذهب مالك والشافعي وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد ، وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ( من أكل أول النهار فليأكل آخره ) يعني : من جاز له الفطر أول النهار جاز له الفطر في آخره ” انتهى .

وبعض العلماء منع مَنْ جاز له الفطر في رمضان كالمريض والمسافر والحائض منعه من إظهار الفطر ، حتى لا يُتَّهَم بالتهاون في دينه ممن لا يعلم أنه معذور .

هل يجوز الجهر بالفطر في رمضان

من أفطر في رمضان للعذر؛ فإنه يفطر سرًا كالمسافر الذي لا يعرف أنه مسافر، والمرأة التي لا يعرف أنها حائض، فيكون أكلها سرًا، وشربها سرًا حتى لا تتهم بأنها متساهلة، وحتى لا يتهم الرجل بأنه متساهل بأمر الله.

أما إذا كان بين قوم يعرفون حاله أنه مسافر، وكانت بين جماعة من النساء يعرفون أنها حائض؛ فلا حرج عليها أن تأكل عندهم وتفطر؛ لأنه يعرفون حالها، وهكذا المسافر بين قوم يعرفون حاله، أما أن يأكل عند الناس، وهم لا يعرفون حاله؛ فهذا لا ينبغي له حينئذ، بل الواجب عليه أن يختفي بذلك حتى لا يتهم بالشر، وهكذا المرأة التي لا يعرف من حولها أنها حائض، فإنها لا تأكل عندهم ولا تشرب؛ لأن هذا يسبب تهمتها بأنها متساهلة بأمر الله، وأنها لا تصوم رمضان.