دخول غير المسلم إلى المساجد لزيارة أو سماع محاضرة أو مشاهدة أثر من الأمور الجائزة التي أقرّتها الشريعة بنصوص القرآن والسنة ما دام دخولهم في أدب ووقار واحترام وبما يتناسب مع القيم الإسلامية في السلوك .
يقول الأستاذ الدكتور محمد المسير الأستاذ بجامعة الأزهر :
فروع الشريعة إنما يخاطَب بها المؤمنون ؛ لأن الأصل في قبول العمل هو الإيمان والتصديق، فالمَدخَل إلى فروع الدين هو العقيدة ، وأحكامُ المساجد في مثل قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تَقرَبوا الصلاةَ وأنتم سُكَارَى حتى تَعلموا ما تقولون ولا جُنُبًا إلا عابرِي سبيل حتى تَغتسلوا) (النساء: 43) موجَّهة إلى المؤمنين ، أما غير المسلم فلا يُقبل منه عمل صالح حتى يؤمن إيمانًا جازمًا بأركان الإسلام وعقيدة التوحيد ورسالة محمد ﷺ.
وبالتالي فإن دخول غير المسلم إلى المساجد لزيارة أو سماع محاضرة أو مشاهدة أثر من الأمور الجائزة التي أقرّتها الشريعة بنصوص القرآن والسنة ما دام دخولهم في أدب ووقار واحترام وبما يتناسب مع القيم الإسلامية في السلوك ، قال الله تعالى: (وإنْ أحدٌ من المشرِكين استجارك فأَجِرْه حتى يَسمعَ كلامَ الله ثم أَبْلِغْه مأمَنَه ذلك بأنهم قوم لا يَعلمون) (التوبة: 6) فسماع كلام الله تعالى قد يكون في المسجد وقد يكون خارج المسجد والآية عامة.
وفي صحيح البخاريّ باب بعنوان “دخول المشرك المسجد” وساق حديثًا عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: بعث رسول الله ـ ﷺ ـ خيلًا قِبَلَ نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثُمَامة بن أَثَال، فربطوه بسارية من سواريّ المسجد. وجاء في هذا الحديث في باب المغازيّ أنه ظل ثلاثة أيام في المسجد ثم أطلقه رسول الله ـ ﷺ ـ فلما خرَج استشعَر عظمة الإسلام فاغتسَل وعاد إلى المسجد وأعلن الشهادتين وحسُن إسلامه وقال: يا محمد، والله ما كان على الأرض وجهٌ أبغَضُ إليَّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحبَّ الوجوه إليَّ، والله ما كان من دين أبغَضُ إليَّ من دينك فأصبح دينك أحبَّ الدين إليَّ، والله ما كان من بلد أبغَضُ إليَّ من بلدك فأصبح بلدك أحبَّ البلاد إليَّ.
وهكذا فالواجب أن نُحسن إلى السياح ونقدم لهم سماحة الخلق الإسلاميّ عسى الله أن يؤلف قلوبهم ويجمعهم على الهدى.